لننظر إلى الخلف في ساحة السباق الرئاسي الأميركي، فلم يكن هناك مرشح يتمتع فيما يبدو بقدرة كامنة على التقدم مثل سناتور ولاية فلوريدا الجمهوري ماركو روبيو. كانت قصة أسرته مثيرة للإلهام، وكانت له ابتسامة منتصرة وخطب مثيرة، لكن كان هناك ما يوحي بأن الجاذبية الخارجية والفصاحة لا يستقران على قوة داخلية وسداد رأي، فبعد مسعى بطولي في إصلاح الهجرة لم يلتزم روبيو الصمت فحسب حين أقر مجلس الشيوخ مشروع القانون، بل اندفع في غمار المسعى السخيف لإغلاق الحكومة. ثم كان هناك «الخط الأحمر» الخاص بسوريا، فلو كانت هناك قضية ما تتطلب دعم روبيو لكانت هذه القضية. لقد كان يفهم أكثر من كل الآخرين بشاعة حمام الدم والخطورة التي قد يمثلها المتشددون والمهمة الأساسية لإظهار القوة العسكرية الأميركية، لكنه مجدداً تذبذب وانحاز إلى اليمين المتطرف، رافضاً أخذ موقف شجاع متسق فكرياً في دعم توجيه ضربة عسكرية. ثم جاءت معارضة روبيو لمشروع مساعدات لأوكرانيا التي عارضها اليمين المتطرف لأنها تتضمن إصلاحاً لصندوق النقد الدولي الرهيب، ورغم أن حملته الانتخابية بدأت بكثير من التفاؤل والتوقعات، لكن روبيو نفسه تهاوى في اللحظات الحاسمة. والآن بعد خروجه من السباق، فهو يرفض اتخاذ موقف قوي أمام التشققات في حزبه، ويزعم أن أداء ترامب تحسن بشكل كبير! يهمني أن أعرف ما إذا كان روبيو يرى في خطاب ترامب عن السياسة الخارجية الذي امتلأ بالمتناقضات والعبثية تحسناً كبيراً. ما رأى روبيو بشأن تأكيد ترامب أننا يجب أن نسمح لكوريا الجنوبية واليابان بامتلاك قنابل نووية، وأن ننسحب من «الناتو»؟ بماذا يخبرنا كل ذلك عن روبيو؟ إنه يجنح بنا إلى تأكيد رؤية جيب بوش عن الرجل. فقد قال عنه إنه غير محنك ويفتقر للقوة الداخلية، وهو شخصية ضعيفة تحرص على الفوز بإعجاب الآخرين. جنيفر روبين كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»