«سيكا» يطمح لمنع الحروب عبر الحوار.. وتحديات أمام «اتفاقية باريس» «ذي كوريا هيرالد» في مقاله المنشور أمس بـ«ذي كوريا هيرالد» الكورية الجنوبية، وتحت عنوان «الانتقال إلى الطاقة النظيفة، يتطلب دعوة إلى انتهاج سياسات جديدة»، استنتج «جيفري دي ساش»، أستاذ التنمية المستدامة بمعهد الأرض التابع لجامعة كولومبيا، أن الدبلوماسيين الذين ساهموا في تمرير اتفاقية المناخ في العاصمة الفرنسية أواخر العام الماضي، قد أدوا دورهم، والأمر نفسه بالنسبة للقيادات السياسية التي اجتمعت في مقر الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، للتوقيع على اتفاق المناخ. وتنفيذ بنود الاتفاق هي الجزء الأصعب من المهمة، فالحكومات تحتاج إلى مقاربة جديدة معقدة وطويلة الأجل وينبغي أن يتم تفعيلها على الصعيد العالمي. وحسب الكاتب، فإن مواجهة التغير المناخي معناه مواجهة تحديات في مجال الطاقة، حيث إن 80 في المئة من الطاقة العالمية تأتي من مصادر كربونية: الفحم والنفط والغاز، واحتراق هذه المواد، يؤدي إلى انبعاث ثاني أكسيد الكربون، وهذا الأخير يتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري. وبحلول عام 2070 تحتاج البشرية اقتصاداً عالمياً خالياً من الكربون، وذلك حتى تتم السيطرة على هذه الظاهرة والحيلولة دون ظهور تداعيات خطيرة قد تنجم عنها. اتفاق باريس اعترف بهذه الحقائق، ودعا إلى الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بحيث تصل إلى الصفر خلال النصف الثاني من القرن الجاري. ولتحقيق هذه الأهدف، يتعين على الحكومات التخطيط ليس فقط لخفض الانبعاثات الكربونية إلى مستويات معينة بحلول عام 2030، بل تمديد الالتزام بالتخفيض لمنتصف القرن. الأمر يتعلق بحقيقة مفادها أن أنظمة الطاقة التقليدية، أي القائمة على حرق الوقود الأحفوري قد تم تطويرها طوال فترة بلغ أمدها قرنين، الآن مطلوب إصلاح هذا النظام فقط خلال 50 عاماً فقط، ولن يكون التغيير قاصراً على عدد محدود من الدول، بل في شتى أرجاء العالم، ما يعني أن الحكومات بحاجة إلى تفعيل مقاربات جديدة للالتزام بالحد من الانبعاثات الكربونية بحلول منتصف القرن. الشق السياسي فقط لن يكون كافياً لتفعيل اتفاق باريس، فثمة تداخل تقني في أنظمة الطاقة، كونها تتضمن محطات طاقة وأنابيب نقل الوقود وخطوطاً لنقل مصادر الطاقة عبر المحيطات، وسدوداً وسككاً حديدية وطائرات وسيارات، هذه المكونات تعمل مع بعضها بعضاً، وأن نظاماً على هذا النحو من الصعب تفكيكه بخطوات بسيطة، فتغيير سياسة الطاقة يحتاج إعادة هندسة النظام الحالي بحيث يعمل بكفاءة. الكاتب نوّه إلى أن الاجتماع العالمي المقبل المعني بالتغير المناخي سيلتئم في مراكش خلال شهر نوفمبر المقبل، وستشارك في الاجتماع شبكة الأمم المتحدة لحلول التنمية المستدامة وسيشارك في الاجتماع خبراء في الطاقة، وشركات متخصصة في تخفيض الانبعاثات الكربونية. «تشينا ديلي» في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان «التهديدات الأمنية تدعو آسيا إلى التكاتف»، رأت «تشينا ديلي» الصينية أن الطريقة التي ينبغي العمل من خلالها مع تهديدات أمنية غير مسبوقة في القارة الآسيوية تصدرت أجندة مؤتمر عقد في بكين يوم الخميس الماضي واستمر مدة يومين. المؤتمر يأتي تحت عنوان «التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا، المعروف اختصاراً بـ«سيكا»، وهذه كانت النسخة الخامسة منه، علماً بأن المؤتمر تم تأسيسه عام 1992، وعدد أعضائه 26 دولة، هي: روسيا والصين والهند وكوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة وتركيا وتايلاند وباكستان وأفغانستان وبنجلادش ومنغوليا وأذريبجان وطاجكستان وأوزبكستان ومصر والعراق وإيران وفلسطين وإسرائيل. المؤتمر عقد على خلفية التوتر المتصاعد في شبه الجزيرة الكورية، خاصة في ظل التجارب الصاروخية والنووية التي تجريها بيونج يانج في مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن الدولي، وجاء المؤتمر في ظل التوترات المتصاعدة في بحر جنوب الصين، جراء تحركات أميركية تحمل شعار«حرية الملاحة»، في تحد لسيادة الصين على مياهها، ما يشكل تهديداً خطيراً للاستقرار والأمن الإقليميين. مخاطر من هذا النوع تهدد الرخاء الاقتصادي في آسيا، التي تساهم بثلث الناتج العالمي ويعيش فيها 60 في المئة من سكان الأرض. وترى الصحيفة أن السبب في ظهور توترات ومشكلات داخل القارة يعود إلى غياب الثقة المتبادلة بين الدول التي تسعى كل منها لتحقيق مصالحها الوطنية فقط. المؤتمر بمقدوره تشكيل أرضية لبناء الثقة واستكشاف طرق جديدة لتعريف الأمن والتعاون الإقليمي على نطاق أوسع. الرئيس الصيني ركّز في كلمته التي استهل بها فعاليات المؤتمر على مساعي بكين للحيلولة دون وقوع «الحرب أو الفوضى» في شبه الجزيرة الكورية والسعي نحو نزع السلاح النووي منها عبر الحوار والمشاورات، وكرر أن الصين تحمي حقوقها ومصالحها وسيادتها وفي الوقت نفسه تسعى للانخراط في مشاورات وحوارات لجعل بحر الصين«بحراً للسلام والصداقة والتعاون». الصين، أكبر دولة في آسيا، والعضو الدائم في مجلس الأمن، حل دورها الآن كي تترأس مؤتمر«سيكا»، وهي عازمة على تفعيل دورها لضمان الأمن والاستقرار في القارة الآسيوية. «تورونتو ستار» تحت عنوان «نحن بحاجة إلى تغيير تساؤلاتنا عن المسلمين»، كتبت «كتبت عزيزة كانجي» مقالاً في«تورونتو ستار» الكندية، يوم أمس، توصلت خلاله إلى قناعة مفادها أنه بدلاً من وضع مسلمي كندا تحت مجهر دقيق للبحث عما إذا كانوا يدعمون العنف والتطرف أم لا، من الأحرى أن نسألهم عن مستويات الدعم التي يحظى بها المتطرفون لدى عامة سكان كندا. الكاتبة، وهي محللة قانونية وكاتبة مقيمة في تورونتو، أشارت إلى استطلاع جديد لآراء مسلمي كندا، وهو ما يمكن اعتباره استمراراً وتتمة لاستطلاع أجري عام 2006. الاستطلاع الجديد وجد أن 83 في المئة من المشاركين يشعرون بالفخر الشديد لكونهم كنديين، وأن 1 في المئة فقط من مسلمي كندا، يدعمون تيارات متطرفة مثل «داعـش». و3 في المئة فقط من مسلمي كندا لم يشاهدوا أبداً ولم يسمعوا أية دعــاية تروج للتطرف داخل المساجد الكندية. وحسب الكاتبة، فإن مصدر القلق لدى مسلمي كندا، يكمن في وجود أساطير مهيمنة على صورتهم تجافي الواقـع تماماً، على سبيل المثال، يشير الأكاديميون وبعض الوكالات الحكومية إلى أن تيارات «اليمين المتطرف» ودعاة تفــوق العِــرق الأبيض «أشد خطراً في أميركا الشمالية من العنـــف الســياسي الذي قــد يصدر عن المسـلمين المقيمين في هذه المنطقة من العالم». لكن «المتطرفين البيض» لم يحفزوا مخـاوف لدى بعض من يروجوا تقارير عن «المسلمين الراديكاليين»، والخطر الكامن في أوساطهم. العـنــف الوحيد الملحـــوظ هو العنف الإسلامي والتطرف العنيف الذي من المطلوب رفضه داخل التجمعات الإسلامية، لكن مصادر العنف الأخرى تختفي من الصورة. إعداد: طه حسيب