إن تحقيق سعادة الإنسان ورضاه هو النهج الذي دشنه الآباء المؤسسون لدولة الاتحاد، والقاعدة التي رسختها القيادة الرشيدة للدولة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فباتت بمنزلة الرؤية الشاملة للدولة والحكومة بجميع قطاعاتها ومؤسساتها، ومنهج عمل يحكم جميع سياسات الدولة وقراراتها، حيث ظلت رفاهية الإنسان وسعادته، كلمة السر في مرحلة التمكين التي يقودها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، هذه المرحلة التي تولي اهتماماً كبيراً، لتحقيق الرفاهية والأمن والاستقرار والحياة الكريمة للإنسان، وتوفير جميع متطلباته، ووصولاً إلى إسعاد المواطنين في ربوع الوطن كله. ولم تقتصر رعاية دولة الإمارات العربية المتحدة وحرصها على تحقيق السعادة للمواطنين فقط، بل امتدت يد الرعاية لتشمل كل فرد يعيش على أرض هذا الوطن. وقد جاء تقرير «الوظائف الجيدة في العالم»، الصادر مؤخراً، عن «معهد جالوب» الأميركي، الذي تم إنجازه بناء على استطلاعٍ لآراء عيّنة كبيرة من الموظفين والعاملين في 155 دولة حول العالم، ليقدم شهادة دولية جديدة وإشادة بمكانة دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث احتلت الدولة مركز الصدارة عالمياً من حيث معدل رضا العاملين عن وظائفهم. فوفقاً للتقرير، أكد 53% من الذين شملهم الاستطلاع في الإمارات أنهم يحظون بوظائف جيدة، وأنهم راضون عن حياتهم. في حين أكد 9% أنهم يحظون بوظائف متميزة، وأنهم راضون جداً عن حياتهم، ليصل معدل الرضا الإجمالي على الوظائف في الإمارات إلى 63% من إجمالي المستطلعة آراؤهم. وهو ما يعكس بيئة العمل المثالية التي توفرها الدولة، التي تُشعر العاملين والموظفين بالرضا والطمأنينة على واقعهم الوظيفي ومستقبلهم. إن حالة السعادة والرضا التي يستشعرها من يعيش على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة لم تأتِ من فراغ، وإنما هي نتاج مجموعة من المقومات التي لها عظيم الأثر في تكريس هذا الشعور الإيجابي، أولها وجود قيادة رشيدة مخلصة تتفاعل بشكل متواصل مع احتياجات شعبها، وتعمل على توجيه موارد الدولة كافة من أجل إسعاده، وتضع العمل على رفاهية شعبها ورفع مستوى معيشته وتحسين نوعية حياته على رأس أولويتها، من منطلق إيمانها بأن الإنسان هو أغلى ثروات الوطن، وهو صانع التنمية وهدفها في الوقت نفسه. وثانيها السياسات والاستراتيجيات والمبادرات التي تتبعها الدولة، بهدف الارتقاء بالإنسان في المجالات كافة، من تعليم عصري، ورعاية صحية متقدمة، ومنظومة شاملة من الخدمات الاجتماعية الراقية، مع حرص الدولة على تطوير هذه الخدمات بشكل دائم، ما يعمّق الشعور بالسعادة والرضا لدى جميع أفراد المجتمع. وثالث هذه المقومات يرتبط بحالة الأمن والاستقرار السائدة في المجتمع الإماراتي على المستويات كافة، التي يدركها جميع من يعيش على أرض هذا الوطن. أخيراً، فإن هذه المرتبة التي تحظى بها الإمارات في التقارير الإقليمية والدولية، هي دليل قاطع على نجاح السياسات التنموية التي تطبقها الدولة في المجالات كافة. بالإضافة إلى أنها تثبت أن تميز الإمارات في مجال التنمية البشرية ورفاهية المجتمع لم تعد آثاره الإيجابية مقتصرة على إشعار من يعيشون على أرض الدولة بالرضا والسعادة، بل إنها باتت أيضاً تصدر صورة إيجابية للإمارات باعتبارها من أكثر دول العالم جاذبية للعيش والعمل والاستثمار والسياحة وغير ذلك، في إضافة نوعية للمكانة المميزة للدولة على الخريطة العالمية في المجالات كافة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية