بدأ بعض المرشحين «الجمهوريين» حملاتهم لخوض السباق الرئاسي بأن استشهد مرشح مثل «تيد كروز» و«مايك هاكابي» و«بوبي جندال» و«ريك سانتروم» - وغيرهم - بمقاطع من الكتاب المقدس وتنافسوا للحصول على تأييد «المحافظين الاجتماعيين» بولاية «أيوا»، وستنتهي الحملة في شهر يوليو المقبل بترشيح معين لـ«دونالد ترامب». وهزيمة «المحافظين الاجتماعيين»، في هذه الحملة مؤكدة. فمستقبلهم يبدو قاتماً. والمشكلة ليست أن «ترامب» ليس مهتماً على وجه التحديد بالأجندة الاجتماعية المحافظة – أو حتى أنه يتظاهر بالاهتمام. وبصرف النظر عن القليل من الغزوات الهزلية في الدراسات الكتابية في بداية حملته، وتعليقات لاحقة عن الإجهاض، والتي كانت خارج السياق لدرجة أنها أكدت عدم اهتمامه بالأمر، فإن «ترامب» يعمل بمعزل عن الحركة برمتها، إنه يبتعد بسرعة عن «المحافظين الاجتماعيين». والدولة ككل لها بعض الفضل في حدوث هذا الانقلاب. فالأميركيون أخذوا على محمل الجد الشكاوى الاجتماعية المحافظة التي تهم أكثر. وقد ذكر معهد «جوتماشر» في وقت سابق من هذا الشهر أن حمل المراهقات في الولايات المتحدة في عام 2011، وكذلك معدلات الولادة والإجهاض قد بلغت أدنى مستوياتها في أربعة عقود تقريباً. وانخفضت معدلات الحمل بين المراهقات بنحو الربع منذ عام 2008. وبطبيعة الحال، فإن اتجاهات الطلاق قد انتقلت من أميركا العالمية إلى نطاق الكتاب المقدس، والأمر نفسه ينطبق على مشكلات مثل تعاطي المخدرات والإدمان. بيد أن «المحافظين الاجتماعيين» يرجع إليهم بعض الفضل في دفع «الديمقراطيين» إلى تبني شعار كلينتون بأن الإجهاض يجب أن يكون «آمناً وقانونياً ونادر الحدوث». وهناك معايير أخلاقية ضمنية في هذه العبارة الأخيرة. فسواء أنه أثر على الانخفاض الإجمالي في حالات الإجهاض في الولايات المتحدة أم لا، فإن الكثير من الليبراليين قبلوا أن خفض عدد هذه الحالات يجب أن يمثل أولوية. حتى في الولايات التي تسعى إلى تنظيم الإجهاض، كما هو الحال في تكساس، يشعر المشرعون «الجمهوريون» أنهم مجبرون على التظاهر بأنهم يثيرون القضية بدافع الخوف على صحة المرأة، وليس إنقاذاً لأرواحهم. فرانسيس ويلكينسون: كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»