جحيم الحمم الهاطلة على رؤوس الأبرياء في سوريا المكلومة لم يعد يُطاق، وما تمارسه إيران من جنون القتل وهوس السطوة يجعل من الضرورة البحث عن سبل لإيقاف هذا التمدد. فلا تزال إيران سادرة في طغيانها، بعد أن اعتبرت صمت الولايات المتحدة ضوءاً أخضر حتى تعيث الفساد في سوريا كل سوريا. لم يكف الولايات المتحدة التعامل بنعومة متزايدة مع طهران المتحالفة مع نظام بشار الذي يمارس الآن إجراماً ضد حلب وضد تعز وضد الفلوجة. والسؤال ما هو بالضبط الإرهاب الذي صار أغنية الموسم التي يتشدق بها مالالي إيران؟ هل بتوصيفه وتحديده وتحديد ماذا يعنون به؟ لا شك أن الإرهاب العقلي هو ما تفعله إيران حين غذت وجوده، وأعطت له فرصة الانتشار. وبعد كل هذه الجرائم التي ارتكبتها في العراق، ها هي إيران اليوم، تعد بأن تنشر جرائمها على امتداد خريطة الوطن العربي الذي يتم قتله دون أدنى خجل أو حتى إدعاء بالأخوة التي بين المسلمين بغض النظر عن الطائفة أو الدولة. لكن صمود حلب التاريخي يعكس أن كل هذا الموت وهذه الاشلاء البريئة لا تعني الاستسلام لطاغوت طهران، فجرائم إيران أقل ما يمكن أن توصف به أنها جرائم حرب ترفض الولايات المتحدة الاعتراف بها، لأنها ضمن إطار شروطها وغاياتها! والغريب في كل هذا الإصرار على اقتراف المزيد من الموت أن التاريخ وعد منذ بدء الخليقة بأن القاتل يُقتل ولو بعد حين، والقتل لا يعني فقط مجرد موت الأشخاص، إنها حتمية التاريخ ودورة الأيام التي تؤدي دورها بدقة، ذلك لأن الجريمة تحط فوق رؤوس مقترفيها مهما بعد الزمن، ومهما تأخرت الخواتيم. فالمتطلع لنهايات الطواغيت يرى بالضرورة أن دورة الأيام قادمة، والأحمق هو الذي لا يتعلم من دروس التاريخ ليسرقه عنوة، ويرتكب خلاله مزيداً من الجرائم الوالغة في دماء الأطفال. لا شك أن جرائمهم سترتد إليهم بعيداً أو قريباً. ونهايتهم ستكون لعنات هؤلاء الصغار الذين قضوا تحت الأنقاض. ارتداد الجرائم على مرتكبيها نهاية منطقية حتى يشفي الله صدور قوم مؤمنين، ويُذهب غيظ قلوبنا، فها هي سوريا وما يجري فيها من طغيان يدمر أوطاناً جميلة، بسبب طغيان وتخلف إيراني يبقي الأمور كما هي دون حل أو حسم. أزعم أننا بحاجة إلى اختراع أشياء جديدة تستطيع اختزال كل هذا الغضب والقهر الذي زرعته أياد آثمة، تلطخت بدماء الأبرياء في سوريا، وحفرت التاريخ بجرائم بشعة، وتحولت إلى تتار العصر الحديث بلا منازع.