أميركا معزولة بـ«رئاسة» ترامب.. والأمن النووي أولوية للصين محمد وقيف ذا هيندو ماذا لو استطاع دونالد ترامب الفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية ومن ثم دخول البيت الأبيض؟ وكيف سيصبح شكل الولايات المتحدة والعالم تحت حكمه؟ هذان هما السؤالان اللذان حاولت صحيفة «ذا هيندو» الهندية الإجابة عليهما ضمن افتتاحية عددها ليوم أمس الخميس، وذلك في ظل النتائج الإيجابية التي يحققها المرشح الجمهوري المثير للجدل في الانتخابات التمهيدية، حيث يبدو أن رجل الأعمال الثري هذا يسير بخطى ثابتة نحو الفوز بترشيح حزبه، بعد أن سجّل نصراً كبيراً في انتخابات الثلاثاء الأخير التمهيدية في خمس ولايات أميركية شمال شرق البلاد، واقترابه من عتبة 1237 مندوباً اللازمة للظفر بالترشيح. ففي ما يتعلق بالتجارة، تقول الصحيفة، يَعِد ترامب بالتفاوض حول اتفاقيات أفضل عبر معاقبة الشركات التي تسعى إلى ترحيل عملياتها للخارج برسوم بنسبة 35 في المئة على السلع التي تريد بيعها للولايات المتحدة، وهو أمر يتنافى مع مبدأ «دعه يعمل» الذي يقتضي عدم التدخل في الاقتصاد سوى في الحدود الدنيا، والذي يدافع عنه الجمهوريون عموماً، كما تقول الصحيفة. هذا ناهيك عن كونه يمكن أن يؤدي إلى حروب أسعار ونزاعات تجارية تصل إلى منظمة التجارة العالمية. وعلاوة على ذلك، تتابع الصحيفة، فإن سياسات ترامب يمكن أن تفضي إلى اضطرابات في بلدان تُعتبر مهمة بالنسبة للاقتصاد الهندي مثل الصين، حيث يمكن أن يؤدي تهديده لهذه الأخيرة باتهامها رسمياً بالتلاعب بالعملة وإجبارها على إنهاء «الدعم غير القانوني للصادرات»، إلى اضطرابات في الأسواق العالمية تفوق من حيث قوّتها وشدتها الاضطرابات التي شهدتها بورصة شنغهاي في 2015. وبالمثل، فإن اعتزامه فسخ الاتفاق النووي مع إيران، وقصف سوريا، ومراجعة العلاقات مع حلفاء تقليديين لأميركا في الشرق الأوسط.. كلها أمور يمكن أن تتسبب في ارتفاع أسعار النفط. أما على الجبهة الداخلية، تضيف الصحيفة، فإن ترامب يبدو كارهاً للمسلمين، والمكسيكيين، والنساء، وذوي الاحتياجات الخاصة، والإعلاميين. وإذا أضفنا إلى هذا كله تعهده بإلغاء إصلاحات نظام الرعاية الصحية، وتخفيف القيود على امتلاك الأسلحة، واستئناف العمل بالتعذيب، فإن رئاسة ترامب تطرح خطر مفاقمة انعدام المساواة الاجتماعية والاقتصادية وتأجيج التعصب. ونتيجة لذلك كله، تقول الصحيفة في ختام افتتاحيتها، فإنه لا دولة ستكون أكثر عزلة في العالم من ولايات متحدة يرأسها ترامب. تشاينا دايلي صحيفة «تشاينا دايلي» الصينية أفردت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على ذكرى حادثة تشيرنوبل، التي تُعد أسوأ كارثة نووية في العالم، معتبرةً أنه على الرغم من مرور 30 عاماً على انهيار المفاعل الرابع في محطة الطاقة النووية في بلدة تشيرنوبل الأوكرانية، إلا أن تأثيراتها على نفسية العالم ما زالت محسوسة إلى اليوم، خاصة مع تنامي المخاوف من حدوث تسربات جديدة في تشيرنوبل مع تقادم البناء الإسمنتي الذي يغطي المفاعل. على أن مخاوف الناس بشأن محطات الطاقة النووية، بعد هذه الكارثة، عززتها كارثة فوكوشيما اليابانية. ووفق الصحيفة، فإن موضوع سلامة محطات الطاقة النووية يكتسي أهمية خاصة بالنسبة للصين، التي تُعتبر أحد البلدان الممتلكة لأكبر عدد من المحطات النووية في العالم، بـ30 محطة للطاقة النووية حالياً و24 أخرى قيد الإنشاء. وترى أن حجم النمو في قطاع الطاقة النووية الصيني يطرح تحديات أمنية غير مسبوقة بالنسبة للجهات المقننة والمنظِّمة، ولاسيما في وقت تعتزم فيه البلاد بناء مزيد من محطات الطاقة النووية في أماكن ذات كثافة سكانية عالية. وحتى الآن، تتمتع الصين بسجل جيد في الأمن النووي، حيث لم تشهد البلاد أي حوادث كبيرة بفضل «نظامها للمراقبة الأمنية الأكثر صرامة»، مثلما قال الرئيس الصيني شي جينبينغ في «قمة الأمن النووي» في نيويورك مؤخراً. كما أن برامج التعاون لدولي، مثل «مركز التفوق حول الأمن النووي» الذي أنشأته الصين والولايات المتحدة، يساعد الصين أيضاً على اتباع أعلى معايير الأمن النووي في العالم. غير أن الصحيفة شددت على ضرورة ألا يؤدي التقدم المسجل في الأمن النووي إلى التراخي والتقاعس. فمع أن الصين أنشأت فرق طوارئ نووية بهدف التعاطي مع الحوادث والكوارث الممكنة، تقول الصحيفة، إلا أن ثمة حاجة إلى مزيد من المعلومات بشأن كيفية اشتغال هذه الفرق في حال وقوع كوارث، وكيفية إجراء التدابير الأمنية الروتينية، مثل عمليات التفتيش الميدانية، من أجل تبديد مخاوف الناس. تورونتو ستار صحيفة «تورونتو ستار» الكندية علّقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء على نتائج استطلاع حديث للرأي وجد أن الأغلبية الساحقة من مواطني كندا المسلمين فخورون ومعتزون بكنديتهم. وقالت في هذا الإطار: إن المسلمين الكنديين عاشوا أوقاتاً صعبة خلال السنوات الأخيرة، ذلك أن الكثير منهم ما زال يشعر بتأثير الارتياب الأعمى والعشوائي والعداء المرتبط بالهجمات التي نفذتها «القاعدة» في الولايات المتحدة قبل 15 عاماً، وتفاقم خطر متطرفي «داعش» في العراق وسوريا، وحكومة فيدرالية محافظة كانت مهووسة بإقامة خطوط هاتفية للتبليغ عما يشتبه الجمهور في أنها أفعال مخالفة للقانون وبما ترتديه النساء من ملابس! ومع ذلك، فإن معظم الكنديين المسلمين مواطنون فخورون، ويشعرون بالثقة في أن كندا تسير في الاتجاه الصحيح. كما أن معظمهم يتبنون تنوع كندا، ويتمتعون بحرياتها الديمقراطية، ويشعرون بأنها بلد جيد للعيش. الصحيفة قالت: إن هذه هي الخلاصة المشجعة لاستطلاع مهم للرأي أجراه «معهد إينفايرونيكس»، الذي يقيس مواقف المسلمين الكنديين الذين يناهز عددهم المليون، خلاصة تدحض الصور النمطية التقليدية والتصورات الخاطئة، وستكون مفيدة بشكل خاص بالنسبة للمشككين في تعلق المسلمين الكنديين ببلدهم. ولكنها، من جهة أخرى، اعتبرت أيضاً أن الاستطلاع يطرح تحدياً بالنسبة لصناع السياسات، خاصة في ما يتعلق بالمسلمين الشباب، الذين ينتمي العديد منهم إلى الجيل الثاني، حيث عبّر هؤلاء عن قلق أكبر من مستويات التمييز المرتفعة، كما أن نحو 35 في المئة من المسلمين بشكل عام قالوا: إنهم عاشوا تجربة معاملة غير منصفة بسبب دينهم أو عرقهم، وهي نسبة أعلى بكثير مقارنة الأرقام المسجلة بين عموم السكان. على أن المسلمين الشباب يتوقعون أن تزداد الأمور سوءاً وشعورهم بالولاء للبلد أضعف من غيرهم، وهو ما يزيد من مخاوف تعرض بعضهم للتهميش والتحول إلى فريسة للأفكار المتطرفة. إعداد: محمد وقيف