فشل التحالف بين المرشحين «الجمهوريين» «تيد كروز» و«جون كاسيك» مساء الثلاثاء الماضي، فيما حقق «دونالد ترامب فوزاً ساحقاً في خمس ولايات شمالية شرقية. ولم يعد هناك أمام المرشحين المنافسين لـ«ترامب» سوى خيار واحد حقيقي: مضاعفة الجهود. وطالما أن «كاسيك» بعيد عن المسار في انتخابات ولاية إنديانا التي ستجرى الأسبوع المقبل، فإن«كروز» يتحتم عليه الفوز أمام «ترامب». وإذا فاز الملياردير في هذه الولاية، سيكون أقرب إلى المستحيل منعه من الفوز بترشيح الحزب «الجمهوري» للرئاسة. وإذا فاز «كروز»، رغم ذلك، فإن معسكره ومعسكر«كاسيك» يناقشان بالفعل خطة لتقسيم الانتخابات التمهيدية النهائية الضخمة المقرر إجراؤها في 7 يونيو المقبل. وطريق «ترامب» للحصول على 1237 مندوباً، وهو العدد اللازم للحصول على الترشيح، أصبح أكثر سهولة مع الانتصارات الكبيرة التي حققها يوم الثلاثاء الماضي. فقد فاز بأكثر من مائة مندوب، ما يجعله في حاجة للحصول على أقل من 300 مندوب ليصل إلى الرقم السحري. وعلى الجانب «الديمقراطي»، واصلت هيلاري كلينتون مسيرتها التي يبدو أنها لا مفر منها للترشيح، حيث فازت في أربعة سباقات من إجمالي خمسة: بنسلفانيا وماريلاند وديلاور وكونيتيكت. لكن السيناتور بيرني ساندرز، المنافس الوحيد لها، فاز في رود آيلاند، ويصر على أنه سيواصل المنافسة على الأقل خلال الانتخابات التمهيدية النهائية في يونيو. وفي إنديانا، سيكون التركيز على التنافس بين «ترامب» و«كروز»، وهناك 57 مندوباً على المحك، نصفهم تقريباً منح وضع (الفائز يأخذ كل شيء) على أساس التصويت على مستوى الولاية. أما الباقي فقد منح وضع (الفائز يأخذ كل شيء) في كل مقاطعة من مقاطعات الكونجرس التسع. وقد وافق كاسيك على عدم المنافسة بشكل رسمي في ولاية «هووسر»، وفي المقابل سيبقى «كروز» خارج السباق في الانتخابات التمهيدية في«نيو ميكسيكو» و«أوريجون»، والتي ستجرى في وقت لاحق. ويهيمن «ترامب» على أرقام المندوبين وعلى الزخم أيضاً. وهو يتصدر استطلاعات الرأي في إنديانا. وإذا تمكن «كروز» من الفوز عليه في هذه الولاية، فإن مسيرته ستشهد تباطؤاً. وحتى في هذه الحالة، رغم ذلك، فإن «ترامب» سيكون لديه ميزة كبيرة. ورداً على ذلك، تناقش حملات «كروز» و«كاسيك» بالفعل إمكانية تمديد اتفاقهما حتى إجراء الانتخابات التمهيدية في 7 يونيو، عندما يكون هناك 303 مندوبين على المحك، من بينهم 172 في كاليفورنيا. بيد أن مثل هذا الاتفاق يتوقف على مدى النجاح الذي سيتحقق في إنديانا. وهذا التعاون غير السلس، الذي تم الاتفاق عليه خلال اجتماعات اللجنة الوطنية للحزب «الجمهوري» الأسبوع الماضي، هو بالفعل تعاون مهترئ – يبدو «كاسيك» غير مرتاح - وقد تسبب في بعض ردود الفعل. وهناك ترتيب محتمل بالنسبة للسابع من يونيو، ويبدو شيئاً من هذا القبيل: سيركز«كروز» على كاليفورنيا، وقد يقصر «كاسيك» وجوده على 10 أو 12 منطقة، خصوصاً في شمال كاليفورنيا. لكن حاكم «أوهايو» قد يحاول منافسة «ترامب» في نيوجيرسي، وهي ولاية من ولايات (الفائز يأخذ كل شيء). غير أن ترامب مدعوم من الحاكم كريس كريستي، وقد أثبت أنه لا يهزم في الولايات الشمال شرقية الأخرى. ورغم ذلك، فإن«كريستي» لا يحظى بشعبية في ولايته، و«كاسيك» لديه سجل أكثر إثارة للإعجاب كحاكم. * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»