كان الإنسان ومازال محور اهتمام القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فقد آمن المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، منذ بزوغ فجر الاتحاد، بأن العنصر البشري هو الثروة الحقيقية لنهضة الأمم وارتقائها، وأشرف، طيّب الله ثراه، بنفسه على بناء الإنسان الإماراتي المتسلح بالعلم والمعرفة، والمتمسك بالتقاليد الوطنية الأصيلة، والقادر على مجابهة التحديات والإسهام بكل فاعلية في إيجاد مستقبل أفضل لشعبه ودولته، وبالفعل فقد تمكّن، طيّب الله ثراه، من غرس ثقافة العمل والتغيير في المجتمع الإماراتي ونشرها مُطلقاً بذلك مسيرة النهضة الإماراتية التي أبهرت العالم بسرعة تطورها وعظيم إنجازاتها، وقد ظل دائماً يقول: «يا شعب الإمارات العزيز.. لقد مرت علينا نحن كما مرت على أهلكم، وعلى بعضكم ظروف قاسية وحياة صعبة وحال عسيرة، والآن نحن في خير من الله وفير، لذلك عليكم ألا تدخروا جهداً من أجل العمل بكل ما أوتيتم من طاقات وإمكانات. وإياكم والكسل والتقاعس والتهاون فإن النعم لا تدوم إلا بالجهد والنشاط والعمل الجاد. إن واجبنا أن نوفر كل الفرص أمام مواطنينا، ليرتادوا كل الأنشطة، ونوفر لهم كل أنواع الدعم حتى يأخذوا دورهم في العمل والبناء». وهذه المسيرة في بناء الإنسان، وازاها خلق بيئة إماراتية توفر العيش الكريم والرخاء للمواطنين والمقيمين، وقد استكملها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، فتقدمت الإمارات نحو المراكز الأولى إقليمياً وعالمياً في مؤشرات التنمية والتنافسية والسعادة، وغدت في عهده نموذجاً رائداً في المجالات كافة، يستقي العالم من قصص نجاحها الملهمة التي لا حصر لها الدروسَ والعبرَ. وضمن هذا الإطار، أكد خبراء ومختصون عالميون في مجال الموارد البشرية، خلال مؤتمر الموارد البشرية الدولي السادس الذي نظمته الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية في دبي مؤخراً، أن تجربة الإمارات في تحقيق السعادة رائدة وغير مسبوقة في المنطقة، مشيرين إلى أن الدولة لديها أفكار ابتكارية من الممكن أن تستفيد منها دول العالم لتحقيق أهدافها الإنمائية والتنموية. إن التجربة الإماراتية المذهلة في تطوير العنصر البشري وتنميته هي تجربة حقيقية توثقها الشواهد على أرض الواقع، بما صبّ ويصبّ في مصلحة تحقيق «رؤية الإمارات 2021» الرامية إلى جعل الإمارات واحدة من أفضل دول العالم في المجالات كافة بحلول ذلك التاريخ، وما يوازي ذلك من تغيير وتطور حضاري متشبث بالقيم الإماراتية الأصيلة، وقد ارتأت قيادتنا الرشيدة تخصيص عام 2015 للابتكار، وتخصيص عام 2016 للقراءة، إدراكاً منها لأهمية نشر ثقافة الابتكار والقراءة في تطوير الإنسان وقدراته، وهو ما أشار إليه الدكتور عبدالرحمن العور، مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، خلال المؤتمر المذكور، بتأكيده حرص القيادة الرشيدة على تبني أفضل الممارسات والتجارب العالمية لتنشئة وتطوير العنصر البشري، بصفته رأس المال الحقيقي لها، وسر تقدمها وازدهارها، والوسيلة لتعزيز اقتصاد معرفة مستدام فيها، وتوفير بيئة عمل تستنهض الهمم لبلوغ أعلى مستويات الإبداع والابتكار. وقد أظهرت دراسة مسحية عالمية، كُشف عن نتائجها خلال المؤتمر، أن تحقيق السعادة يزيد إنتاج الموظفين بنسبة 50% ويؤدي إلى تراجع نسب التغيب عن العمل بمقدار 92%، وهو ما يدلل على مدى سلامة التوجهات التي تتبناها قيادتنا الرشيدة في استشراف المستقبل، ومدى إدراكها لأهمية ترسيخ ثقافة الرضا والسعادة، إلى جانب فوائدها الصحية والاجتماعية كنمط حياة للمجتمع، فإنها تمثّل أيضاً أداة للتنمية البشرية، يُؤتي استثمارُها الاستثمارَ الأمثل نتائج مذهلة في مسيرة التقدم والتطوير في الوطن كله. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية