شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة دول العالم أمس الاحتفال باليوم العالمي للتراث الذي تحييه منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو»، في الثامن عشر من شهر أبريل من كل عام، وذلك من أجل زيادة الوعي بأهمية التراث والمحافظة عليه على مختلف المستويات. ودولة الإمارات العربية المتحدة غنية بالتراث ويوجد فيها آلاف المواقع والمباني التاريخية التي تتوزع على مناطقها كافة، وتتميز مواقعها الأثرية بتنوعها، حيث تنتشر المعالم الطبيعية كسلاسل الجبال والمحميات والغابات، وهناك أيضاً الكثير من الحصون والقلاع والمباني التي تم تشييدها على هذه الأرض منذ آلاف السنين. ويعد التراث من أهم عناصر ومقومات الهوية الثقافية لأي شعب أو مجتمع أو أمة، فالتراث بأنواعه المختلفة الطبيعية والعمرانية والفكرية والأدبية والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافة والفنون ثروة حقيقية، لأنه يمثل في الحقيقة خلاصة ما خلفته الأجيال السابقة، وفيه الكثير من الدروس والعبر التي تسترشد بها الأجيال اللاحقة في حياتها ومسيرة مواصلة ما حققه الأجداد، والبناء عليه من أجل تطوير المجتمع، والأهم المحافظة على وحدته وتماسكه. فالقيم النبيلة وفي سياقها العادات الحسنة والتقاليد الطيبة تمثل أحد المشتركات التي تضبط سلوك الأفراد وحركة المجتمع في علاقته مع نفسه وعلاقته بالآخرين. وللتراث أهمية كبيرة في حياة المجتمع الإماراتي فهو يعكس أولاً طبيعة الحياة الاجتماعية والثقافية الأصيلة لهذا الوطن، كما أنها تساعد على معرفة التحديات التي واجهت الإنسان الإماراتي في جهاده من أجل التطور والانتقال من مرحلة إلى أخرى وتحسين مستوى المعيشة له ولأبنائه من بعده، علاوة على ذلك فإن تنوع التراث وطبيعته البسيطة والمميزة في دولة الإمارات العربية المتحدة يعكسان منظومة القيم التي تحكم المجتمع في علاقات أفراده البينية، وعلاقاتهم بغيرهم من المجتمعات القريبة والبعيدة، حيث تحكم تلك العلاقات قيم التعاون والإخاء والكرم والجود والأخلاق الفاضلة وحسن الجوار. ولاشك في أن التراث فوق هذا وذاك يعد عاملاً مهماً في تحفيز الأجيال، خاصة الشابة، من أجل العمل بجد وإخلاص لمواصلة ما بدأه الأجداد، وذلك كله بهدف رفع مستوى حياتهم وضمان مكانة متقدمة تليق بهم وبمجتمعهم ودولتهم بين الأمم المتحضرة. فالإرث والتاريخ هو المنطلق نحو المستقبل. ولهذا كله فقد أولت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عهد المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، موضوع التراث أهمية خاصة، حيث إنها تهتم به على مختلف المستويات، بما في ذلك من مظاهر طبيعية وتضاريس، ومبانٍ عمرانية وثروة مادية ومعنوية وغيرها. وقد سارت القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، على خطى المؤسس، وهي تحرص كل الحرص على حماية التراث وتنظيم ورعاية المهرجانات الخاصة به، بل هي الحامية لهذا التراث فعلاً. وتقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بتنظيم وإدارة الكثير من المهرجانات والفعاليات التي تعنى بالتراث، بل إن هناك رعاية ومشاركة مباشرة من القيادة الرشيدة بهذه المهرجانات، فلا يكاد يمر مهرجان من مهرجانات الدولة الخاصة بالتراث إلا وتكون القيادة في مقدمة الصفوف، مقدمة بذلك مثالاً يحتذى للقيادة الأمينة على هوية وتراث وطنها. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية