بدأت «يونايتيد هيلث» أكبر شركة للتأمين الصحي في الولايات المتحدة بالانسحاب من مكاتب تبادل الرعاية الصحية المختارة والخاصة بقانون «أوباما كير»، وقبل خمسة أشهر، بدأت الشركة التي كانت تتغنى وتحكي للمستثمرين عن مستقبلها المشرق في البورصات، بترديد أغانٍ حزينة. وبعد أن قام المسؤولون التنفيذيون بطمأنة المستثمرين بأن كل شيء يمضي على ما يرام، اعترفوا أنهم يخسرون أموالاً طائلة بسبب سياسيات «أوباماكير» ووصفوا النمط بأنه كما لو كان المستهلكون يقامرون بالنظام – فهم يشتركون لشهور قليلة ويستخدمون خدمات كثيرة ثم يلغون اشتراكاتهم، وإذا استمر الحال على هذا المنوال، بحسب ما قالوا، فإنهم لن يكون أمامهم خيار إلا الانسحاب من عمل مكاتب التبادل. التلاعب على نطاق واسع بقواعد التأمين قد يشكل تهديداً وجودياً لمكاتب التبادل، لأنها ستتطلب ارتفاعات هائلة في الأقساط، والذي بدوره سيجبر مزيداً من الناس على التلاعب بالنظام فيما أصبحت الأقساط أكثر تكلفة، ومع ذلك، فقد كانت هناك خطوات كان يمكن للإدارة اتخاذها للسيطرة على هذا التلاعب، مثل المطالبة بوثائق تثبت «أحداث الحياة المؤهلة» مثل الزواج أو فقدان العمل، والتي تتيح للناس شراء سياسات خارج فترة الالتحاق المفتوحة. وعلاوة على ذلك، كان هناك ما يدعو لأخذ توقعات «يونايتيد هيلث» القاتمة بعين الشك، ففي كل مرة تدلي فيها شركة على درجة عالية من التنظيم ببيان عام، من المرجح أن يكون ذلك جزءاً من لعبة متعددة الأبعاد، أشبه بشطرنج سياسي تلعبها الشركة مع المنظمين، وكما هو الحال مع أجزاء كبيرة من هذا القانون، علينا الانتظار لرؤية ما سيحدث، ولست متأكداً تماما كيف يمكنني التنبؤ عن احتمال انسحاب الشركة هذا العام، فهي تنسحب، ولكن ليس من كل مكان. فالسوقان اللذان تتركهما ربما لا يكونان من الأسواق المربحة – يونايتد هيلث لديها 544 عميلاً فقط في أركانساس، ما يتركها عرضة لتجاوز التكاليف من عدد قليل من المصابين بأمراض خطيرة، ولكنها حتى الآن باقية في الأسواق الأخرى، ما يعني أن لديها بعض الأمل في تحقيق أرباح هناك. ميجان ماكاردل* محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب حاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس"