نبذت ولاية كلورادو، الأسبوع الماضي، المرشح «الجمهوري» دونالد ترامب في عملية بطيئة وشاقة انتخبت فيها دائرة نيابية تلو الأخرى المندوبين للمؤتمر القومي، ثم تعهد مندوب تلو الآخر بالتصويت للسيناتور «تيد كروز». ولم يخسر «ترامب» للتو، بل خسر حينما تجلت عدم قدرته التنافسية على التنظيم مما يثير الذهول وخاصة أن الأمر يتعلق بشخص مازال يتصدر ساحة السباق في الحزب «الجمهوري» بفارق كبير. والأسبوع الماضي حددنا المشكلات التي شهدتها حملة «ترامب»، لكن مشكلات مشابهة ظهرت فجأة على مدار الأسبوع الماضي، فقد غادر ترامب «كلورادو» دون الحصول على صوت مندوب واحد. وشكا كل من «ترامب»، والمسؤول المعين حديثاً في حملته والمكلف بمسألة المندوبين بشأن عملية التصويت، وسلك كل واحد منهما نهجاً مختلفاً، فقد ظهر «بول مانافورت» المسؤول البارز في حملة «ترامب» في برنامج «مقابلة مع الصحافة» وهناك شكا من كروز. وصرح «مانافورت» قائلاً: «المرء يذهب إلى هذه المؤتمرات في المقاطعات ويرى التكتيكات، تكتيكات «الجستابو»، تكتيكات «حرق المدن»، في تعبير أثار دهشة مضيفه «تشوك تود». وأضاف «مانافورت»: «سنتقدم بعدد من الشكاوى، لأن الواقع هو كما تعرف أنهم لا يلعبون وفق القواعد». ومضى يقول إن ما حدث في «كلورادو» كان مباراة فرعية.. المباراة الوحيدة التي أركز عليها الآن هي الحصول على المندوبين. والمباريات التي دارت حتى الأسبوع الماضي ليست مهمة في المباراة طويلة الأمد لكيفية الحصول على 1237 مندوباً. إذن الحصول على مندوبين في كولورادو مباراة فرعية بالنسبة للمباراة الواقعية للحصول على مندوبين. كم هذا شيق! ويبدو أيضاً أكثر إنصافاً استناداً على الأدلة المتوافرة للادعاء بأن «كروز» لعب وفقاً للقواعد، وهذا هو سبب فوزه بعدد أكبر بكثير من المندوبين. وحملة ترامب هي التي لم تكن معدة للعملية. أما «ترامب» نفسه، فقد كتب تغريدتان على تويتر جاء في الأولى: «كيف يكون من الممكن ألا يُسمح لسكان ولاية كلورادو العظيمة بالتصويت في الانتخابات التمهيدية الجمهورية؟ غضب هائل- غير منصف بالمرة!». وجاء في التغريدة الثانية: «أخذ السياسيون المزيفون من سكان كلورادو أصواتهم. أكبر قصة في السياسة. هذا غير مسموح به!». فيليب بامب* محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس" *محلل سياسي أميركي مقيم في نيويورك ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»