حين نشر بول ريان رئيس مجلس النواب الأميركي مقطعاً مصوراً يعرض فيه فكرته المألوفة عن أن السياسة يجب خوضها على أساس الأفكار والقضايا، نشر موقع «درودج ريبورت» على الإنترنت عنواناً رئيسياً يقول: «بول ريان يدشن أول إعلانات حملته الانتخابية». ويحلم بعض الجمهوريين أن ينقذهم ريان من فشل ذريع في الانتخابات الرئاسية، وهذا غير مرجح. وفي الوقت الذي تجمع فيه الولايات المندوبين من أجل اجتماع الحزب، هناك بالفعل مطالب تنادي بعدم التصويت لأشخاص لم يخوضوا السباق. وقد يكون من المنطقي اختيار جون كاسيتش أو ريان لكن لا الموسم ولا القاعدة الشعبية تقيم وزناً للمنطق. وإذا ذهب ترامب إلى المؤتمر الجمهوري بنحو 1237 مندوباً، وهو النصاب المطلوب للفوز بالترشيح، فسيصعب تجاهله، لكن المرجح أن ما سيذهب به من أصوات سيكون أقل من النصاب، وهذا ما يجعل كل العيون تركز على قواعد وأوراق اعتماد اللجان في الأيام السابقة على مؤتمر كليفلاند. ومعظم أعضاء اللجان لم تخترهم وفود الولايات بعد. وهذه اللجان يمكنها اتخاذ إجراءات تطيح بترامب. والإغراء لفعل هذا سيكون عظيماً رغم الدمار الذي قد يتسبب فيه ترامب. فمن الأساطير أن الحركة الجمهورية المناهضة لترامب تنحسر فحسب داخل هيكل الحزب. والصواب أنها تتضمن مسؤولين كباراً ومانحين بارزين ومستشارين في الأمن القومي، وهؤلاء مقتنعون بأن ترامب يمثل كارثة انتخابية. بعض السياسيين الجمهوريين أعلنوا أنهم لن يساندوه، وصرح سكوت ريجيل النائب عن ولاية فيرجينيا أنه لن «يدعم مرشحاً يفتقد لرجاحة العقل وللطباع الجيدة». وهناك آخرون أشاروا سراً إلى أنهم لن يدعموا ترامب. وسخر السناتور لينزي جراهام من تصريحات ترامب الأخيرة حول السياسة الخارجية باعتبارها «كارثة كاملة». ويرى خبراء أن تعهد ترامب بإجبار المكسيك على تمويل بناء جدار على الحدود الجنوبية بمنع وصول التحويلات إلى المكسيك، أمر مريب قانونياً وسيكون توسعها هائلاً للسلطة التنفيذية. أما في الاقتصاد، فقد ناقض ترامب ثوابت الجمهوريين فيما عدا دعمه لتقليص الضرائب على الأثرياء. لكن ترامب لن ينصرف بهدوء، وقد يحاول استمالة المندوبين بوسائل إغراء مختلفة، كما أثار بعض مؤيديه التهديد باستخدام العنف. لذلك يجادل البعض بأن أفضل نتيجة قد تكون ترشيح شخص آخر، مع خوض ترامب السباق مرشحاً عن حزب ثالث، وقد يكون ذاك الشخص الآخر على الأرجح هو السناتور تيد كروز الذي سيأتي إلى كليفلاند كمتسابق متقدم، وكروز الذكي وشديد المراس والذي يدعي الانتساب للجناح اليميني، سيتسبب في انقسام أيديولوجي حاد مع هيلاري كلينتون، لكن مع إخضاع كروز القادم من تكساس لمزيد من الفحص، فإن عيوبه السياسية قد تنافس عيوب ترامب، فهو يدافع عن تقليص الضرائب، ويعارض الإجهاض ويريد إلغاء زواج المثليين. وهناك قضايا هامشية قد تطارده، فقد تحدث عن استعادة العمل بقاعدة غطاء الذهب، لكن بخلاف ترامب، فإن كروز جمهوري طوال حياته. ويذكر بعض الجمهوريين أبريل الماضي بأسى، حين كانت أمامهم أقوى ساحة للمنافسة منذ عام 1980 وأقوى فريق ودورة تاريخية محابية أمام الساحة الديموقراطية الضعيفة، لكن هذا يبدو كما لو أنه قد مضى بغير رجعة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»