نتنياهو لا يختلف عن «ترامب».. ومنافسة بين «مشعل» و«السنوار» «يديعوت أحرونوت» تحت عنوان «حكم الخوف»، كتب «إيريك كومون» يوم الخميس الماضي، مقالاً في «يديعوت أحرونوت» استنتج خلاله أن إشاعة بعض القادة في الولايات المتحدة وإسرائيل أجواء من الخوف ستؤدي إلى تهديد الديمقراطية. وضمن هذا الإطار يأتي دونالد ترامب المرشح «الجمهوري» في انتخابات الرئاسة الأميركية، كما يطفو على السطح في أوروبا أحزاب «اليمين» المتطرف، التي يعلو صوتها وفي إسرائيل نجد بنيامين نتنياهو وترويجه لشعارات التخويف، وكل هذا يراه الكاتب تهديداً يتسلل ويلحق الضرر بالديمقراطية ومؤسساتها. الكاتب اقتبس عبارة وردت عام 1933 في خطاب افتتاحي للرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفيلت، مفادها (أن أول شيء يتعين علينا الخوف منه هو الخوف ذاته)، وتلك مقولة يحتاجها الأميركيون الآن عندما يتعاملون مع تصريحات «ترامب» وكذلك الأوروبيون الذين ينجرفون إلى دوامة الفزع، وحتى في إسرائيل، يقول الكاتب، إن الخوف يوجه سياسات القيادة وأيضاً عامة الإسرائيليين. الديمقراطية، حسب الكاتب تقوم على عوامل أهمها ثقة المجتمع المدني في نفسه. وهذه الثقة مصدر للاستقرار والأمل والرفاهية، خاصة عندما نكون أمام واقع يشمل تمايزات ثقافية وإثنية، كما أن ثقة المجتمع المدني في نفسه تجعله قادراً على احتواء الصراعات الناجمة عن التمايزات العرقية والثقافية. وفي زمن التهديدات الأمنية وما تتضمنه من مخاطر اقتصادية واجتماعية، تزداد حدة المخاطر التي تواجه الديمقراطية، لاسيما قدرتها على إدارة الاختلاف، والتعامل مع التمايزات العرقية والثقافية أيا كانت من منظور واقعي. وإذا، ان الخوف من طبائع البشر، فإن الثقة بالنفس ليست كذلك، فعندما يتنامى الخوف، تكون ضحيته الأولى هي الثقة بالنفس. وحذر الكاتب من توظيف كل من «ترامب» و«نتنياهو» لأسلوب التعميم والكراهية، وانتزاع الخوف من أقبيته، ومن ثم تضخيمه، واستدل الكاتب على قناعاته بتحذير زائف كان نتنياهو أطلقه عشيه الانتخابات البرلمانية الماضية، في مارس 2015، خوّف فيه الإسرائيليين من الحافلات التي تقل عرب إسرائيل، وتنقلهم إلى اللجان الانتخابية، والأمر نفسه، ينطبق على تحريض نتنياهو ضد الأقلية العربية في إسرائيل، بعد يوم واحد من وقوع عملية إرهابية في شارع «ديزنجوف» بتل أبيب في أول أيام 2016. مواقف نتنياهو لا تختلف عن تصريحات «ترامب» التي طالب فيها بمنع دخول المسلمين والمهاجرين إلى الولايات المتحدة. ويستغرب الكاتب من محاولة نتنياهو الغربية المساواة بين الإرهاب الذي طال بروكسل الشهر الماضي بعمليات الطعن بالسكاكين التي يواجهها الإسرائيليون. «تايمز أوف إسرائيل» في مقاله المنشور أول أمس بـ«ذي تايمز أوف إسرائيل»، وتحت عنوان «الحرب على مستقبل حماس»، أشار «آفي يسخاروف» إلى أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، أجرى لقاءً مع محطة France 24، جاء فيه (أن الحركة غير معنية بالحرب لكنها تحاول منعها. وأن إيران قدمت في الماضي دعماً لـ«حماس». لكن منذ أن خرجت الحركة وأفصحت عن موقفها المناوئ لنظام بشار الأسد في سوريا، انخفض الدعم، ومن ثم تعمل الحركة على تطوير مصادر دعم أخرى). الكاتب يرى أن مكانة مشعل بصفته القائد رقم واحد داخل الحركة لم تعد كما كانت في الماضي، لم يعد صانع القرار الوحيد في الحركة، ففي غزة ظهر قائد جديد يتحدى بشكل غير علني قيادة مشعل وقيادة «حماس» في الخارج بشكل عام، القائد الجديد هو «يحبى السنوار». الكاتب يشي بوجود منافسة بين مشعل والسنوار، أي بين قيادات «حماس» في غزة وقيادات الحركة في الخارج. مشعل- حسب الكاتب- مقيم في الخارج، وهو من مواليد الضفة الغربية من قرية سلواد، أما «السنوار» وهو أحد مؤسسي «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لـ«حماس»، فيمضي وقته في مخيم خان يونس للاجئين وقبع في سجون إسرائيل لمدة 22 عاماً، حتى تم إطلاق سراحه في صفقة شاليط عام 2011. «السنوار» يفضل البعد عن الأضواء، وهو يرى أن سلم أولويات الحركة يجب أن يتغير، فالسيطرة على غزة بالنسبة له هدف مقدس في حد ذاته، على عكس مشعل وغيرة من قيادات «حماس» في الخارج الذين يعتبرون القطاع خطوة من أجل السيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية. وإذا كان «مشعل» متحفظاً على المحور الشيعي، فإن «السنوار» رفض الانفصال عن طهران ودمشق. وتوجد - حسب الكاتب- موضوعات خلافية بين قيادات «حماس» في غزة وقيادات الحركة في الخارج، منها: عملية المصالحة مع «فتح» والعلاقات مع مصر ومستقبل الحركة. الأمر لا يتوقف عند المنافسة بين القيادات «الحمساوية» في الداخل والخارج، بل هناك منافسة فلسطينية- فلسطينية أوسع بين الضفة الغربية وقطاع غزة، فسكان الضفة ينظرون بفوقية تجاه «الغزيين». الكاتب لفت الانتباه إلى قيادات «حماس» في الخارج التي تدرك أن الذراع العسكري للحركة ينتهج سياسة مستقلة في ملفي العلاقات مع مصر والتعامل مع «داعش»، ويتهم الكاتب الذراع العسكرية للحركة في غزة بعلاج مصابي «داعش» في القطاع ونقل الأسلحة للتنظيم عبر أنفاق سيناء، ويقول الكاتب إن «السنوار» على علم بذلك. «جيروزاليم بوست» بعبارة «رئيس الوزراء يقول: تحرك عباس نحو إدانة المستوطنات في الأمم المتحدة سيعيد مفاوضات السلام»، عنون «حرب كينيون» تقرير المنشور يوم أمس في «جيروزاليم بوست»، ليؤكد إصرار نتنياهو على أن الطريق الوحيد إلى السلام هو المفاوضات المباشرة، لكن محمود عباس يتفادى- حسب رئيس الوزراء الإسرائيلي- السير في هذا الاتجاه. تصريحات نتنياهو جاءت بعد تقارير صدرت الخميس الماضي مفادها أن السلطة الفلسطينية تخطط لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي هذا الشهر لإدانة المستوطنات. يبدو أن تصريحات عباس فاجأت تل أبيب، فالأخيرة منهمكة في متابعة الخطوات التي يتم اتخاذها في الأمم المتحدة بمبادرة فرنسية لتحريك قرار أممي يتعلق بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وما إذا كان هذا القرار سيحظى بقبول الولايات المتحدة أم سيصطدم بـ«الفيتو» الأميركي. وبخصوص إدانة الاستيطان سبق وأن استخدمت واشنطن «الفيتو» ضده عام 2011، والآن هل سيتخذ أوباما الموقف ذاته من قرار جديد يدين الاستيطان؟ إعداد: طه حسيب