الحماس مهم في الانتخابات، والخبراء يقولون إن فيرجينا قرمزية، أي تجمع بين الأحمر الجمهوري والأزرق الديموقراطي، وأنا أقول إنهم مخطئون، ففرجينيا أحياناً حمراء وأحياناً أخرى زرقاء، لكنها لم تكن قرمزية قط، وفرجينيا حمراء حين تكون غير متحمسة، أي حين لا يذهب إلى صناديق الاقتراع إلا 2.2 مليون ناخب، وأي ديموقراطي سيجد صعوبة في الحصول على 50? من أصوات الولاية عندما يكون عدد المشاركين 2.2 مليون ناخب فقط. لذا، وفي السباق على منصب الحاكم عام 2013، خسر الديموقراطي «تيري مكأوليف» إجمالي عدد الأصوات بنحو خمس نقاط مئوية عندما صوت 2.2 مليون ناخب، لكن الأصوات غير الديموقراطية انقسمت بين مرشح جمهوري وعضو من «حزب الشاي» حصل على 6.5? من الأصوات مما منح «مكأوليف» الفوز بنسبة 2.5?. وفي 2014، وهو عام غير حماسي آخر، شارك في الانتخابات عدد قريب من العدد نفسه، وخسر السناتور الديموقراطي «مارك ورانر»، وهو أكثر السياسيين شعبية في الولاية عدد الأصوات الإجمالي بأكثر من نقطة مئوية واحدة، ومرة أخرى كان هناك عضو من «حزب الشاي» يخوض السباق وحصل على 2.4? من الأصوات، ما منح وارنر الفوز بفارق ضئيل على الجمهوري «إيد جيلسيبي». لكن حين يشيع الحماس في فيرجينيا تبلغ نسبة المشاركة أكثر من 3.6 مليون ناخب، أي بزيادة 50?، لتصبح الولاية ديموقراطية زرقاء. ولا يستطيع جمهوري الفوز بالأغلبية في هذا العدد الذي يزيد على 3.6 مليون ناخب. لذا أصبحت فيرجيينا زرقاء في سباقي أوباما على الرئاسة عامي 2008 و2012. ويصح الشيء نفسه على كثير من الولايات التي يفترض أنها منقسمة بين الحزبين أو قرمزية. إنها تتأرجح بين الحزبين بحسب المشاركة في الانتخابات وبحسب الحماس. وهذه أنباء سيئة لهيلاري، فالافتقار للحماس تجاه هيلاري وعدم توقع الجديد منها، هو ما يجعل محطات التلفزيون الكابلية تهتم بترامب وتنصرف عن هيلاري التي تتحدث بنبرة الفائز، والافتقار إلى الحماس تجاه هيلاري يرتبط بنسبة المشاركة وتشكيلة السكان. لابد من الحماس كي يشارك الناخبون في التصويت، وإثناء عزم ملايين الناخبين المحتملين عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع يمثل وصفة ناجعة لزيادة عدد الولايات الجمهورية الحمراء، والمرشح الديموقراطي للعام الجاري سيحتاج إلى نفس النوع من الحماس الذي استخدمه أوباما لتحفيز الناخبين الإضافيين البالغ عددهم 1.4 مليون ناخب في فيرجينيا، ليحول الولاية إلى الأزرق، وهذا ما تفتقر إليه هيلاري، فهل يستطيع ترامب أن يسد ثغرة الحماس تجاه كلينتون؟ هل سيدفع الناس نحو الذهاب إلى صناديق الاقتراع كي يصوتوا ضده؟ هؤلاء الناخبون المحتملون الإضافيون، والبالغ عددهم في فيرجينيا 1.4 مليون، ربما لا يجدون في أنفسهم حماساً لهيلاري وبرنامجها، هل سيحفزهم حماس كافٍ ضد ترامب ليجعلوا الولاية ديموقراطية زرقاء؟ وهل يمكن لهذا النموذج أن يتكرر في الولايات المتأرجحة الأخرى؟ ما زال بيرني ساندرز يخوض السباق على ترشيح الحزب الديموقراطي، وما قد يفتقر إليه ساندرز في السياسة يعوضه بقدرته على توليد الحماس. وما تزال أمام السناتور الجمهوري تيد كروز فرصة للإطاحة بترامب، لكن كروز رغم أنه يعاني مشاكل في المقبولية لدى الناس، فلا أحد من المرشحين يستطيع توليد حماس سلبي واسع النطاق لدى الناخبين أكثر من ترامب، وإذا وجد الجمهوريون طريقة ما لاختيار ماركو روبيو أو جون كاسيتش أو بول ريان أو ميت رومني، فعلى هيلاري أن تضطلع هي نفسها بمهمة خلق الحماس، لكن إذا أصبحت كلينتون في مواجهة ترامب، فقد نعرف على الأرجح كل ما نحتاج معرفته بمجرد ظهور أرقام المقترعين في فيرجينيا. هاوارد جوتمان: سفير أميركي سابق في بلجيكا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»