هناك كثير من المماطلة والشلل بين الجمهوريين حيال دعم السناتور تيد كروز. لكنهم يستطيعون تأييده والشعور بشكل جيد حيال ذلك. ومن غير المنصف بحقه وبحق ترامب أن نقول إن كروز هو «أهون الشرين». ولعدة شهور كنت حائراً بشأن أسباب الإشارة إلى كروز وترامب معاً، وكأن بينهما أوجه شبه. إن كروز لديه عمق فكري حقيقي، وليس مجرد الذكاء الكافي، فهو دارس لنظم الدولة والتاريخ. لكن المشكلة الأكثر واقعية بالنسبة لكروز هي أن بعض الناخبين، لاسيما النساء، يعتقدون أنه يعطي انطباعاً بأنه شخصية قاسية ومحاضِرة ويشعرون أن أسلوبه ووتيرته تناسبان أكثر منبر الوعظ في كنيسة جنوبية أكثر من منصة في البيت الأبيض. إذن هناك أجزاء من العرض الذي قدمه تحتاج للعمل من أجل زيادة جاذبيته. لكن بكل المقاييس، فإن كروز يستقبل الانتقادات بشكل جيد وينصت لمستشاريه. وبينما يحاول كروز توحيد الجمهوريين المعارضين لترامب، يسعى عضو مجلس الشيوخ إلى الحصول على تأييد منظمي الحزب الذين طالما انتقدهم. ويصف مقال لجوناثان مارتن ومات فليجنهايمر في صحيفة «نيويورك تايمز» معضلة كروز كالآتي: «القرار الذي اتخذه العديد من كبار زعماء الحزب الجمهوري بالبقاء على الهامش هو الأكثر بروزاً لأنه يبدو وكأنه يتناسب عكسياً مع حجم القلق بشأن ترامب». ولا شك في أن الأشخاص الأذكياء في حملة كروز قد فكروا ملياً في الحكمة من مواصلة التأييد من «جمهوريي المؤسسة». فالجمهوريون بحاجة لتجاوز هذه المشكلة، ويجب أن يبذلوا ما بوسعهم من أجل كروز. ونظراً لطبيعة السياسة، إذا فاز كروز في ويسكونسن، ربما يكون لديه أصدقاء يظهرون فجأة. وفي نهاية الأمر، فالناس يحبون الفائزين. وفي السياسة، الفوز يولد الفوز. ورغم عيوبه، فإن كروز ليس لديه أي عيوب لا يمكن حلها. إد روجرز: مستشار متخصص في شؤون البيت الأبيض ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»