أتمنى عندما يتحدث موظفونا عن السعادة أن يستشعروا حجم الاهتمام والتقدير الذي توليه لهم حكومتنا، وهذا يجب أن يكون دافعاً مؤثراً وإيجابياً على إنتاجيتهم التي لا بد لها، وأن تتطور وتتقدم للأمام. فالهاتف الذي ينفجر رنينه بلا مجيب والفواتير المتعثرة والمتأخرة على الموردين، والخطط المتأخرة عن مواعيد تنفيذها والوجه المكفهر الذي يستقبل منه المراجع كلها ظواهر لا بد لها أن تنتهي للأبد. فقد ضحكنا كثيراً على الأفلام المرية في الثمانينيات التي كان الموظف يقول للمراجع «فوت علينا بكرة»، مما يعني لن ينتهي أبداً من دوامة الزيارات والجري خلف ورقة تتعلق بها حياته ربما. لكنها تحدث لدينا الآن عندما يتعمد الموظف أن يتجاهل حاجة المراجعين، وينسى أنه مؤتمن على تحقيق حاجتهم وتوفيرها ما دامت وظيفته تتطلب ذلك. السعادة تعني موظفاً سعيداً، وبالتالي مراجع سعيد ومهام تم أداؤها على أكمل وجه، فالنجاح بالضرورة يعني سعادة غامرة تعكس حالة الإنجاز يحققها الموظف. وعلى صعيد آخر من الضرورة بمكان أن يكون المدير قائداً، وأن يكتسب بالتدريب المهارة، فهي مقياس معنى لمدى قدرته على قيادة المرؤوسين وحكمته في التعاطي معهم وفق قوانين إنسانية يستطيع بها أن يكسب مودتهم، وبالتالي عطاؤهم الذي سيكون مقروناً بكثير من الامتنان، مما سينعكس على سير العمل. لم تأتِ فكرة السعادة جزافاً، بقدر ما هي حاجة ضرورية حتى ينجح المجتمع في تحقيق إنجازات مهمة، والأمر كما أظن صعب، وليس بتلك البساطة، لكنه ممكن إذا ترسخت القناعة بضرورته وبضرورة تعزيز زحف النجاح للجميع، فالشخص الناجح سعيد ومنجز وقادر على التعاطي مع صعوبات الحياة بسلاسة ومواجهة وبإمكانية إيجاد حلول جذرية، لكل ما يستصعب عليه مهما كان. لذلك كانت وزارة السعادة التي يمكن إعطاؤها اسم الإنجاز الذي يرتبط دوماً بشعور داخلي بالاطمئنان والراحة، مما يدفع الفرد إلى مزيد من النجاح. ولعل مواجهة الأخطاء والمشاكل هي أولى خطوات النجاح والبداية الحقيقية التي ستبنى على أساس لا يحتمل الهشاشة أو التردد. إن إيجاد الحلول للأمور العالقة هو أولى خطوات السعادة الفعلية، تذليل الصعوبات المتراكمة، هو خطوة حقيقية نحو السعادة المنشودة، الأمر يتعلق بالحاجة إلى تحفيز، وإلى بناء قاعدة رضا تذهب نحو طموح يستحقه ويحقق له أكثر مما يتمنى.