لم تثر أية قضية حفيظة أكبر حزبين في الولايات المتحدة خلال الأعوام الستة الماضية أكثر من «قانون الرعاية الصحية منخفضة التكلفة» المعروف بـ«أوباماكير»، ورغم ذلك، لا تلعب هذه القضية سوى دور ثانوي فقط في الانتخابات الأميركية، وبالطبع، يحشد المرشحون «الجمهوريون» للرئاسة الأميركية قاعدتهم من خلال التعهد بإلغاء «أوباما كير» واستبداله، وأما على الصعيد «الديموقراطي»، يتعهد المرشح «بيرني ساندرز»، السيناتور عن ولاية «فيرمونت» باستبداله بنظام تغطية عالمية تديره الحكومة. بيد أنه لا يهيمن على الحوار ولا يتصدر الأولويات لدى أي من الجانبين، وقلما يذكر أبرز المرشحين «الجمهوريين» لمجلس الشيوخ على مواقع حملاتهم الانتخابية شيئاً عن القانون. وتفسير ذلك أنه ربما رغم كل الجدل الذي دار من حوله وعيوبه، فإن ذلك القانون الكاسح قد ترسخت جذوره، وهو ما حدا بـ«سلفيا ماثيوس برويل»، وزيرة الخدمات الصحية والإنسانية، إلى وصفه بأنه أصبح في نسيج الدولة الأميركية. وستصبح نتيجة الانتخابات الرئاسية بالطبع محددة لما إذا كان «أوباماكير» ستعاد صياغته أو سيتم تعزيزه أو تقليص حجمه. ولكن حتى بعض المتشككين يقرون بأن أعداد المستفيدين منه كبيرة جداً، بعد أن بات هناك 20 مليون أميركي إضافيون لديهم تأمين صحي مقارنة بما قبل سن القانون في عام 2010، وخلال فترة التسجيل الأخيرة في فترة تغييرات الرعاية الصحية، سجل 12.7 مليون أميركي، نحو 40 في المئة منهم قادمون جدد، كما أن توسيع قانون المساعدات الطبية «ميدكيد» للفقراء أضحى علامة فارقة. ولم يعد من الممكن رفض تغطية التأمين الصحي لملايين الأميركيين ممن لديهم ظروف صحية سابقة، وأضحى من الممكن أن يظل الأبناء ضمن خطط التأمين الصحي لآبائهم حتى عمر 26 عاماً، ورغم ذلك بلغ التضخم في تكاليف الرعاية الصحية أدنى مستوياته منذ أعوام. وزيرة الخدمات الصحية رأت أن هناك كثيراً من النجاحات الأقل شهرة، مثل تقليص قدر تعرض المرضى لأضرار في المستشفيات بشكل كبير، وتقر بوجود تحديات، لافتة إلى أن إصلاح نظام تقديم الرعاية الصحية يشجع على الكيف وليس الكم. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»