«وداعاً سوريا».. والعداء لإسرائيل لا يحمي أوروبا «يديعوت أحرونوت» بعبارة «ينبغي على أوروبا مواجهة واقعها»، انتهز «بن درور يميني» في مقاله المنشور يوم الأربعاء الماضي في «يديعوت أحرونوت»، فرصة هجمات بروكسل، للقول إنه إذا كانت أوروبا عامة، وبلجيكا على وجه الخصوص، راغبة في منع وقوع هجمات إرهابية جديدة والتخلص من أزمتها الراهنة، فإن عليها إصلاح نظامها التعليمي، ووضع نهاية للتحريض ضد الدولة اليهودية. الكاتب حاول توجيه النقد لأحد المقررات الدراسية في بلجيكا، لكونه يتضمن رسماً كاريكاتيرياً مضمونه يشبه ما تعرض إليه اليهود من انتهاكات على يد النظام النازي في ألمانيا بما يعانيه الفلسطينيون الآن في ظل الاحتلال الإسرائيلي. ويقول الكاتب: عندما تخرج استطلاعات الرأي الأوروبية باستنتاج مفاده أن الدولة اليهودية تتعامل مع الفلسطينيين بالطريقة ذاتها التي تعامل بها النازي مع اليهود، فإن الأمر يتطلب مراجعة التعليم العام. وزعم الكاتب أن ما أسماه بـ «السم» لا يتم بثه أو حقنه في أجيال يافعة من البلجيكيين، بل يطال أيضاً مئات الآلاف من الشباب المسلم الذي يتلقى تعليماً بلجيكياً. وحسب الكاتب، فإن البلجيكيين، مثلهم مثل آخرين كثر في أوروبا، يعتقدون أن عداءهم لإسرائيل يجعلهم في مأمن أو محصنين ضد التعرض لهجمات، لكن هؤلاء لا يفهمون أن العكس هو الصحيح، فكلما وصل التحريض ضد إسرائيل لمراحل متقدمة، فإن العداء لأوروبا سيزداد أيضاً، ذلك لأن أوروبا سيكون عليها توضيح شيء ألا وهو: لماذا تزدهر علاقات أوروبا بإسرائيل طالما أن اليهود يتصرفون مثل النازي؟ «تايمز أوف إسرائيل» تحت عنوان «وداعاً سوريا»، كتب «آفي يسسخاروف» مقالاً في «تايمز أوف إسرائيل» استهله بالقول: انقضت 5 أعوام تقريباً على انطلاق الاحتجاجات الشعبية ضد نظام بشار الأسد . احتجاجات تحولت إلى حرب أهلية دامية حصدت حياة نحو نصف مليون شخص. بعد سنوات من القتال والقتل والمجازر وحتى هجمات بأسلحة كيميائية، لا يبدو أن هناك نهاية في الأفق. مرت 5 أعوام، والشيء الوحيد الذي يمكن قوله إن سوريا في شكلها السابق – دولة مع حدود واضحة وحكومة مركزية مقرها في دمشق – لم تعد موجودة، تركت هذا العالم وكما يبدو لن تعود إليه أبداً. ما تبقى هو مساحة من الأرض متفككة وممزقة ومنقسمة بين مئات المجموعات التي تضم رجالاً مسلحين يقاتل أحدهم الآخر. المنطقة التي كانت تُعرف حتى وقت قريب باسم سوريا مقسمة اليوم إلى أراضٍ يسيطر عليها محور إيران-حزب الله-الأسد برعاية روسية، لا سيما باتجاه الشرق الغربي، وأراضٍ يسيطر عليها المتمردون المدعومون من تركيا، ومناطق قام فيها الأكراد بإنشاء ما يشبه منطقة حكم ذاتي، وطبعاً الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «داعش». في كل هذا، هناك قرى ومدن تحافظ على مكانة شبه مستقلة وتعمل وفقا لاعتبارات محلية. والسيناريو الأسوأ هو أن تستمر الحرب الأهلية لعدة سنوات أخرى. السيناريو الأكثر تفاؤلاً هو إنشاء اتحاد فيدرالي، بدعم وتأييد من القوى العظمى، على الأرض التي كانت يوماً سوريا. «هآرتس» في تقريرها المنشور يوم الاثنين الماضي، وتحت عنوان «مستشار لدى ترامب له علاقة بميليشيا لبنانية متورطة في ارتكاب مجزرة»، أشارت «هآرتس» إلى أن مجلة Mother Jonesكشفت عن قيام المرشح «الجمهوري» دونالد ترامب بتعيين خمسة مستشارين من بينهم أكاديمي لبناني كان مرتبطاً بميليشيا مسيحية متهمة بارتكاب عمليات قتل جماعي ضد الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت، والمجلة تقصد مجزرتي «صبرا» و«شاتيلا». المستشار الذي تقصدته «هآرتس» هو وليد فارس، وهو واحد من بين خمسة مستشارين أفصح عنهم «ترامب» أثناء لقائه مع محرري «واشنطن بوست» يوم الاثنين الماضي، علماً بأن «فارس» سبق وأن عمل مستشاراً لحملة المرشح «الجمهوري» مت رومني عام 2012. وكانت المجلة الأميركية التي نوّهت لاختيار «فارس» قد أجرت حواراً مع أحد زملاء فارس، ونقلت خلاله أن الأكاديمي اللبناني لعب دوراً في الدفع بأيديولوجية دينية في الميليشيا التي كان يقودها سمير جعجع، والمتهمة بارتكاب مجازر في معسكرين فلسطينيين للاجئين في محيط العاصمة بيروت. وحسب «هآرتس» كانت إسرائيل قد أجرت تحقيقاً في الأمر وعاقبت مسؤولين إسرائيليين، كونهم فشلوا في منع وقوع هذه المجازر، لأن الميليشيا اللبنانية الضالعة في ارتكاب المجازر كانت متحالفة مع الجيش الإسرائيلي الذي اجتاح بيروت عام 1982. «جيروزاليم بوست» تحت عنوان «استطلاع رأي: 85 في المئة من عرب إسرائيل يخشون ارتفاع مستويات العنصرية ضدهم»، نشرت «جيروزاليم بوست» يوم الأربعاء الماضي تقريراً لـ«آرييل بن»، أشار خلاله إلى نتائج استطلاع أجرته مبادرة «العيش معاً»، مفادها أن الخوف من العنصرية يتنامى لدى عرب إسرائيل. الاستطلاع وجد أن 85 في المئة من عرب إسرائيل يعتقدون أن الظروف الراهنة ستعرض عرب إسرائيل إلى مزيد من الهجمات والمزيد من العنصرية. وحسب الاستطلاع، فإن 78 في المئة يخشون الذهاب إلى المراكز التجارية أو الوجهات الترفيهية. الاستطلاع يأتي كجزء من مشروع لتعزيز التعايش المشترك بين العرب واليهود. وتقول غادة زعبي، المؤسس والمدير التنفيذي لموقع Bokra.net، إن هناك قلقاً بشأن المستقبل، وهذا مؤشر يعكس قلقاً يؤكد لنا أهمية وضع حد للعنصرية والعودة لطريق التعايش. الاستطلاع شارك فيه 611 شخصاً بهدف رصد مواقف عرب إسرائيل تجاه الوضع الأمني الراهن ومدى رؤيتهم لتأثير العنف. وحسب الاستطلاع، فإن 56 في المئة عبروا عن تشاؤمهم أو غياب أملهم في تحسن الموقف في المستقبل القريب، وهو ما تراه الصحيفة دليلاً على تصاعد القلق مقارنة بنتائج استطلاعات سابقة. ويشير كاتب التقرير إلى أن مبادرة «العيش معاً» تم تفعيلها العام المضي بين عرب إسرائيل، وتتلقى المبادرة دعماً من قيادات دينية ومحلية كثيرة. وترى غادة زعبي أن نتائج الاستطلاع لا تقلق العرب فقط، بل كافة سكان إسرائيل. إعداد: طه حسيب