أشار المعلق السياسي الأميركي «مايكل كينسلي» ذات يوم إلى أن «الكبوة تحدث عندما يتفوه السياسي بالحقيقة». تذكرت هذا عندما قرأت أن بيل كلينتون ذكر مؤخراً للناخبين إنه ينبغي عليهم دعم زوجته، «إذا كنتم تعتقدون أننا وصلنا أخيراً إلى النقطة، حيث نستطيع أن نضع الإرث المروع للثماني سنوات الأخيرة وراءنا والسبع سنوات التي سبقتها». وعلى الفور أوضحت حملة كلينتون أن الرئيس السابق كان يشير إلى عرقلة الجمهوريين في السنوات الثماني الماضية للإدارة «الديمقراطية»، وليس أي فشل حدث أثناء رئاسة «أوباما». هذا لا يكاد يوصف بالجدل، لا سيما في الوقت الذي يتعدى فيه الواقع المرير لعالمنا على تفاهة آرائنا السياسية. ولكن على الرغم من ذلك، فإن هناك حقيقة في زلة الرئيس السابق. ربما لم يستطع أي رئيس أن يصيب حصن عرقلة «الجمهوريين» في الثماني سنوات الماضية، ولكن من مميزات هيلاري كلينتون أنها واقعية ومثابرة، وستعمل على مقاليد السلطة بقدر أكبر من المهارة أكثر من الرئيس الحالي. وبعبارة أخرى، ينبغي عليها أن تقول إنها قد لا تكون أكثر السياسيين ذكاء، لكنها مقاتل محنك، تعرف كيف تسحر وتتملق وتتنازل عن طريقتها من أجل تحقيق تقدم. ولا يهم عدد المرات التي يتم الإطاحة بها فيها، فإنها ستعود مع فكرة أخرى ومسار آخر لجعل البلاد في وضع أفضل. وكما لاحظ كثيرون من قبل، حتى أولئك الذين يدعمونه، فإن أوباما يفتقر إلى هذه الصفات، إنه يتفوق في وضع رؤية لاقتراح نتفق بالفعل معه بشأنه. وعندما يتم رفضه، يلقي باللوم بحق على «الجمهوريين»، ولكن بعد ذلك، في كثير من الأحيان، فإنه يستسلم ويحاول فرض إرادته من جانب واحد من خلال عدم الثبات في الأمر التنفيذي. لذلك، فإنني أعتقد أن هذه هي الحقيقة المدفونة في زلة بيل كلينتون: إن هيلاري لديها الإصرار ومهارات داخلية لجعل واشنطن تعمل بشكل أفضل. إن هذه الرسالة لا تتناسب بشكل جيد مع الإيقاع الغاضب والدخيل للحملة الحالية، لكنها قد تزداد جاذبية فيما نقترب فعلياً من انتخاب رئيس سيتعين عليه مواجهة، من بين أشياء أخرى، وضع دولي خطير جداً. وكما يعرف بيل كلينتون جيداً، وكما جاء في تعبير سياسي آخر (ينسب إلى ماريو كومو): «إنكم تقيمون حملتكم بالشعر وتحكمون بالنثر». كارتر اسكيو: محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»