مقاربة جديدة تجاه كوبا..وأكراد سوريا ينشدون «الفيدرالية» «واشنطن بوست» في افتتاحيتها يوم أمس، وتحت عنوان «رئاسة ترامب محملة بالمخاطر»، رصدت «واشنطن بوست» انطباعات محرريها بعد زيارة المرشح «الجمهوري» المثير للجدل «دونالد ترامب» مقر الجريدة الاثنين الماضي. الصحيفة اتفقت معه على توجيه أسئلة والجلوس معه لأكثر من ساعة، لكن للأسف لم يتمخض اللقاء عن قناعات تجعل الأميركيين يطمئنون للياقة «ترامب» وصلاحيته لشغل المنصب الرئاسي. «ترامب» اختتم لقاءه بصحفيي «واشنطن بوست» بالقول إنه ليس شخصاً راديكالياً، لكن إجاباته على الأسئلة الموجهة إليه تثير قلقاً بشأن المخاطر التي ستتعرض لها الأمة الأميركية في حال وصوله إلى البيت الأبيض. الصحيفة سألت «ترامب» عما إذا كان في الولايات المتحدة عدم مساواة وتفاوتات عرقية في تنقيذ القانون؟ وأجاب بأنه قرأ عن أماكن يوجد فيه هذا التفاوت، وأماكن أخرى لا يوجد فيها، وأنه ليس لديه رأي تجاه هذه الإشكالية. وعندما سألوه عن رأيه في «الاحتباس الحراري»، أجاب بأنه ليس من المؤمنين بتغير مناخي من صنع البشر. مواقف «ترامب» لا تختلف عن مواقف الساسة «الجمهوريين» لكن هناك فجوة بين أهداف عريضة يسعى إليها وخطوات غائبة لتحقيقها. وعن سؤال: كيف ستفرض حظراً على دخول المسلمين غير الأميركيين إلى الولايات المتحدة؟ قال هناك الكثير من الاستثناءات في كل مكان. وعن علاج عدم المساواة العرقية والفقر في المناطق الحضرية، يرى «ترامب» أن الحل يكمن في توفير الوظائف، لكن كيف؟ هو يقول من خلال «المناطق الاقتصادية»، والحوافز وتحسين الحالة المعنوية للمقيمين في المدن الصغيرة، والبداية تكون ببث الأمل في نفوسهم. وعن الطريقة التي يتعين على الولايات المتحدة الرد بها على التوسع الصيني في بحر جنوب الصين؟ قال: ( ينبغي أن تكون ردودنا غير متوقعة، لقد أصبحت مواقفنا متوقعة وهذا خطير للغاية). وحسب الصحيفة كانت إجابات «ترامب» أشبة بسلة فارغة من السياسات، وهذا نمط يجعل من المستحيل وجود سجال سياسي متماسك تتسم به المجتمعات الديمقراطية. وإذا كان بعض الغموض مفيداً، من الناحية الدبلوماسية، فإن غياب الوضوح خطير وقد يدفع حلفاءنا نحو البحث عن أصدقاء جدد. ترامب يرى أن «الناتو» تحالف جيد من الناحية النظرية، لكنه الآن ليس كما كان عشية ظهوره، فالحلف يكلفنا ثروة طائلة، ويتساءل لماذا لا تتحمل كوريا الجنوبية واليابان كلفة القواعد الأميركية المنشرة على أراضيها كاملة بدلاً من أن تساهم فقط بنسبة من مصروفات هذه القواعد. «يو إس إيه توداي» «بعد 55 عاماً من العقوبات الأميركية الفاشلة، ها نحن نرحب بمقاربة جديدة»، هكذا عنونت «يو إس إيه توداي» افتتاحيتها أول من أمس، للتعليق على زيارة أوباما لكوبا التي تستمر 3 أيام ابتداء من الأحد الماضي، قائلة: لم يعد مهماً الآن الإشارة إلى أن اقتصاد كوبا أقل من اقتصاد منطقة «واشنطن دي سي»، أو أن الأيام التي كانت تشكل فيها كوبا تهديداً أمنياً للولايات المتحدة قد ذهبت بلا رجعة. لدى كوبا، حسب الصحيفة، أهمية رمزية في الأميركيتين، تعود أساساً إلى أزمة خليج الخنازير عام 1962 وبمحاولات بعض الكوبين النزوح إلى الولايات المتحدة بحثاً عن حياة أفضل. وطوال 60 عاماً برعت الحكومة الكوبية في أمرين. أولاهما، قمع الشعب الكوبي، وثانيهما الوقوف ضد أية محاولات أميركية لتغيير النظام الكوبي، من خلال فرض عقوبات اقتصادية. الخلفيات المشار إليها، توضح مدى أهمية زيارة أوباما لكوبا، فالرئيس الأميركي لن يستطيع بطريقة أحادية رفع عقوبات تستند إلى مجموعة من القوانين تعود إلى مطلع ستينيات القرن الماضي، بل اتجه نحو بعض السياسات التي تمهد لرفع العقوبات مثل تخفيف القيود على العمليات المصرفية مع كوبا وعلى السياحة، لذا فإن زيارة أوباما تضمن زخماً لتغيير السياسة الأميركية تجاه كوبا وتؤكد حتمية تطوير العلاقات مع هافانا. أوباما هو أول رئيس أميركا يزور كوبا منذ زيارة الرئيس كالفين كولديج لها عام 1928. مقاربة أوباما تتمثل في أنه كلما عزز علاقاته الاقتصادية مع كوبا كلما استفاد القطاع الخاص الناشئ في هذا البلد، وكلما ازدادت الضغوط من أجل تحسين حالة حقوق الإنسان في كوبا. «نيويورك تايمز» خصصت «نيويورك تايمز» افتتاحيتها أول من أمس لرصد مساعي أكراد سوريا لتدشين منطقة شبه مستقلة في شمال سوريا، فتحت عنوان «الأكراد يدفعون في اتجاه حكم ذاتي في سوريا»، استنتجت الصحيفة أن أحد أهم النتائج السياسية للحرب السورية قد يكون قرار أكراد سوريا بتدشين منطقة شبه مستقلة في الجزء الشمالي من سوريا، خطوة أدانتها تركيا وبعض الأكراد، لكنها قد تعرض نموذجاً لطريقة حكم غير مركزية في سوريا الفيدرالية. وخلال سنوات الحرب الخمس الماضية في سوريا عزز الأكراد سيطرتهم على ثلاث مناطق متجاورة في الشمال السوري. وأعلن حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي الأسبوع الماضي عن خطة لتوحيد المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية وتدشين كيان شبه مستقل في إطار نظام فيدرالي. الأكراد مجموعة إثنية يصل عددها قرابة 35 مليون نسمة، وينتشرون في سوريا والعراق وإيران وتركيا، ولطالما يشكون من أنهم أكبر عرقية في العالم ليس لها دولة. وتقول الصحيفة إن موقف أكراد سوريا سيكون قوياً عندما يسعون لتبرير مطلب الاستقلال السياسي، لأنهم برزوا خلال الآونة الأخيرة كحليف قوي في الحرب على «داعش». لكن مسعى الاستقلال الكردي يزعج تركيا عضو «الناتو»، والتي تشن حرباً ضد مجموعات انفصالية كردية، ونجحت تركيا في استبعاد الأكراد من مباحثات جنيف الخاصة بالأزمة السورية. أميركا تعارض المسعى الكردي لتدشين منطقة حكم ذاتي لأن هدف مباحثات الأمم المتحدة هو تدشين حكومة وحدة وطنية سورية والإبقاء على سوريا وطناً موحداً من دون بشار الأسد. لكن أميركا ستدعم نظام فيدرالي في سوريا إذا وافق الشعب السوري عليه. إعداد: طه حسيب