انتبهوا أيها المسؤولون المنتخبون من «الجمهوريين»: دونالد ترامب ليس سهل القياد. كيف نعرف هذا؟ فالناس يضغطون عليه منذ الخريف الماضي كي يعلن أسماء مستشاريه في السياسة الخارجية لكنه اعترف يوم الأربعاء الماضي أنه يتشاور مع نفسه في المقام الأول، وذكر «رقم واحد، أتحدث مع نفسي... مستشاري الأول هو نفسي»، لكن الأهم أننا نعرف أنه ليس لين العريكة ولن يتشاور مع أحد لأننا رأينا حالة بعينها تتعلق بأهم قضية طرحها ترامب في هذه الحملة الانتخابية وهي النظام المدني، وكما هو معروف على نطاق واسع حالياً، فقد شجع ترامب روتينياً على العنف وتغاضى عنه في اجتماعاته الانتخابية، وصرح ذات مرة أن أحد المحتجين «كان يجب معاملته بغلظة»، وشجع أتباعه على أن «يوسعوا المحتجين ضرباً»، ووعد ربما وعداً زائفاً، أن يدفع كلفة محاكمتهم قضائياً إذا فعلوا هذا. وانتقدت وسائل الإعلام- وانتقدت أنا نفسي- «ترامب» في هذه النقطة لشهر كامل على الأقل، وأكدت أصوات من كل الأطياف السياسية على أن زعماء دولة جمهورية ديمقراطية مثل الولايات المتحدة يجب عليهم ألا يدعوا أبداً إلى العنف غير المشروع أو يتغاضوا عنه، وخاصة أثناء حملة انتخابية، بل إن عملهم في الأساس، كما جادلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأسبوع الماضي، هو المحافظة على النظام المدني وترسيخ أعراف وثقافة الاحترام للنظام المدني. ترامب لا ينصت إذن لوسائل الإعلام. لا جديد في هذا، لكن الأهم أن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ «ميتشل مكونيل» أي زعيم الحزب «الجمهوري» تحدث مع ترامب هاتفياً يوم الثلاثاء الماضي وحثه، كما ذكرت صحيفة «ديلي كولر»، على أن «يدين... تعبيرات العنف في بعض اجتماعاته السياسية» وأضاف مكونيل «أنتهز الفرصة لأنصحه بأنه بصرف النظر عمن يثير تعبيرات العنف أو الصراعات هذه التي رأيناها في هذه الاجتماعات قد يكون من الجيد إدانتها وإحباطها بصرف النظر عن مصدرها». وكان يجب على «مكونيل» أن يستخدم لغة أشد لهجة. ورغم هذا فإن هذا يحتسب نصيحة جيدة من «مكونيل» لترامب، فماذا فعل بها «ترامب»؟ لقد تجاهلها. ففي صباح يوم الأربعاء الماضي، حذر من أنه إذا ظل يتصدر المرشحين فيما يحصده من أصوات المندوبين لكن فشل في الحصول على 1237 صوتاً لازمة للحصول على الأغلبية، وبالتالي لم يعلن مؤتمر الحزب ترشيحه، فعلى الحزب الجمهوري أن يتوقع أعمال شغب. وهدد ترامب قائلاً: «إنني أمثل ملايين كثيرة وهائلة من الناس. لن أقودها لكنني أعتقد حدوث أمور سيئة». بعبارة أخرى، ترامب يزعم أنه يصف فحسب نتيجة محتملة لن يخلقها هو نفسه. لكن، كما نصحه ماركو روبيو في الآونة الأخيرة، للكلمات عواقب وخاصة عندما تصدر عن مرشح رئاسي لديه أنصاره. «ترامب» استثار خيالنا جميعاً نحو إمكانية حدوث ما يصفه بدلاً من أن يستخدم كلماته ليحفز خيالنا بشأن الالتزام بالنظام المدني. وربما تعين عليه القول «أنصاري سيشعرون بخيبة أمل، لكن إذا قادتنا قواعد اللعبة إلى مرشح آخر سنقبل بهذا». هذا هو التصريح اللازم من زعيم سياسي في جمهورية ديمقراطية. إنه تصريح يعترف بقوة المشاعر ويستهدف تحويلها إلى الاتجاه الصحيح. وقدمت وسائل الإعلام والمعلقون على امتداد الطيف الحزبي وماركو روبيو ومكونيل جميعاً النصيحة لترامب بشأن العنف في اجتماعاته السياسية والعنف المحتمل من أنصاره، لكنه لم ينصت لنصيحة أحد. والويل لكم أيها الجمهوريون إذا اعتقدتم أنكم تستطيعون ترويض هذا الرجل. ترامب محق، إنه لا ينصت إلا لنفسه. دانيالا آلان: أستاذة العلوم السياسية في جامعة هارفارد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»