حملة «ترامب» دعوة للعنف.. والفشل ينتظر «اتفاق اللاجئين» «واشنطن بوست» في افتتاحيتها ليوم أمس، وتحت عنوان «معضلة أوروبا»، رأت «واشنطن بوست» أن الخطة الأوروبية للسيطرة على تدفق اللاجئين إلى القارة العجوز، أثارت وزير الداخلية النمساوي وجعلته يطرح سؤالاً مؤداه: هل رمينا قيمنا في عرض البحر؟ الإجابة ببساطة: نعم، خاصة بعد المساومة الأوروبية - التركية الأخيرة، التي قد تسفر عن ترحيل الآلاف من طالبي اللجوء، ما يعد انتهاكاً للمعاهدات الدولية، وفي الوقت ذاته يعزز من سطوة نظام أردوغان الديكتاتوري. وللأسف- تقول الصحيفة- إن بديل الاتفاق مع تركيا في مسألة اللاجئين، قد يكون أكثر ضرراً على مبادئ حقوق الإنسان. هذا الاتفاق يعد الملاذ الأخير للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تعد بمثابة القوة الإنسانية المحاصرة داخل القارة. الاتفاق يهدف إلى وقف تدفق اللاجئين وتوفير ملاذ أوروبي للمشردين من المدنيين السوريين، وفي حال فشله، فإن الرابحين هم الأحزاب التي تتسم بعدم التسامح والتي علا صوتها مع تفاقم أزمة اللاجئين، ولسوء الحظ يبدو أن سيناريو الفشل هو الأرجح، ذلك لأن المستشارة «ميركل» تُعول على أردوغان كي يوقف تهريب اللاجئين عبر بحر إيجة إلى اليونان وأن يعيد كل من وصل إلى أوروبا، في المقابل تحصل تركيا على 6.6 مليار دولار، كونها تستضيف على أراضيها ما يزيد على 2 مليون لاجئ، والاتجاه نحو منح الأتراك حرية السفر إلى 28 دولة أوروبية من دون تأشيرة، وذلك بحلول يونيو المقبل، واستئناف المفاوضات الخاصة بعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي. قد تكون المراجعة، وهو الثالث لطلب العضوية، مهمة وأكثر رمزية، خاصة وأنها ستتطرق إلى خطوات أردوغان المتسارعة نحو تعزيز سلطاته على طريقة «بوتين»، بما في ذلك الاستحواذ على صحيفة يومية كبيرة قبيل إبرام اتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول اللاجئين. وبموجب الاتفاق سيقبل الاتحاد الأوروبي قدوم لاجئين من معسكرات اللجوء التركية إلى دول الاتحاد، على أن يكون عددهم مقارباً لعدد اللاجئين العائدين من أوروبا إلى تركيا، وهو ما تراه الصحيفة خطوة قد تنهي عمليات التهريب التي أودت بحياة مئات اللاجئين، وتوفير ملاذ آمن لآلاف اللاجئين بطريقة منظمة. الاتفاق ينطوي على صعوبات محتملة، منها أن ترحيل بعض اللاجئين إلى تركيا سيكون انتهاكاً لاتفاقية جنيف للاجئين، لأن أنقرة لا تطبق بنود الاتفاقية علي السوريين المقيمين فيها، كما أن عدداً من الحكومات الأوروبية سترفض استقبال اللاجئين القادمين من تركيا، حيث كانت لدى دول أوروبا الموحدة في العام الماضي خطة لتوزيع 160 ألف لاجئ بين دول الاتحاد لم يتحقق منها سوى توزيع أقل من ألف لاجئ على دول الأعضاء. وحتى الاتفاق على منح الأتراك حرية الدخول إلى أوروبا الموحدة من دون تأشيرة سيواجه صعوبات حتى ولو التزمت أنقرة بالـ 72 شرطاً الذي وضعتها بروكسل لمنح أنقرة عضوية الاتحاد الأوروبي. «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها لأول أمس، وتحت عنوان «حملة ترامب الانتخابية تقدم ترخيصاً لاستخدام العنف»، أكدت «نيويورك تايمز» أنه بعد اندلاع العنف في مؤتمراته الانتخابية في ولاية كارولينا الشمالية وشيكاغو وأوهايو في الأيام الأخيرة، لم يعرض المرشح «الجمهوري» دونالد ترامب سوى المزيد من التحريض. وتقول الصحيفة: هذا هو المقياس الجديد للحملة الرئاسية الحقيرة: الوقوف وراء طوق أمني، إثارة وشراسة وهجمات عنصرية، وما يبعث على الاستغراب هو حديث «ترامب» عن الكيفية التي ترمز إلى «الحب» من الأشخاص الذين «يريدون أن يروا أن تكون أميركا عظيمة مرة أخرى»! «لوس أنجلوس تايمز» هل أميركا باتت على حافة العودة إلى التعذيب؟ تساؤل عنون به «ألبرتو مورا» زميل «مركز كار لحقوق الإنسان»، مقاله المنشور يوم الأحد الماضي، مشيراً إلى أن المرشح «الجمهوري» أفصح عن نواياه، هو يريد للولايات المتحدة أن تعود مرة أخرى إلى التعذيب، حيث يقول: «عندما أصيح رئيساً سأستخدم مع الإرهابيين عمليات الإيهام بالغرق وما هو أفظع منها، وسأحتجز عائلاتهم. وحسب«مورا»، من المتوقع سماع تصريحات كهذه من مرشح يفتقر للخبرة السياسية، لكن ما يبعث على المزيد من القلق أنه لا توجد فروقات كبيرة في مواقف المرشحين«الجمهوريين» من مسألة التعذيب، خاصة إذا رصدنا تصريحات سيناتور ولاية فلوريدا«ماركوروبيو»، و«تيد كروز» سيناتور ولاية تكساس.. على سبيل المثال «روبيو» يرفض إدانة الإرهاب، ويقول: إن الإرهابيين الذين سيتم القبض عليهم سيتم إرسالهم في رحلة ذهاب فقط إلى معتقل جوانتنامو، وسنسعى لمعرفة كل ما بحوزتهم من معلومات. ويروى الكاتب انطباعاته الشخصية، وقناعته بحجم الضرر الذي طال الجيش الأميركي عندما كان يسرف في التعذيب، ويتجاوز المطالب التي كان يريدها بوش الابن، ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي السابق، وجورج تينيت المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركية. وبعض فظاعات سجن «أبوغريب» ومعتقل«جوانتنامو» من الصعب استعادة مناقب العسكرية، خاصة وأن بعض الأميركيين يفقدون حياتهم عندما يبرر الإرهابيون بهذه التجاوزات انضمامهم إلى معسكر الأعداء. «كريستيان ساينس مونيتور» في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي، وتحت عنوان«لماذا يتعين على الناخبين أن يحشدوا أنفسهم أكثر وأكثر ضد العنف؟»، استنتجت «كريستيان ساينس مونيتور» أن المواطنين الأميركيين بمقدورهم التصدي للمواجهات الحزبية بأن يتعاملوا بطريقة سلمية مع خصومهم السياسيين، فالديمقراطية أولاً وأخيراً تحثنا على وضع حد للخلافات من دون استخدام العنف. وتقول الصحيفة: بعد العنف الذي شاب حملة المرشح «الجمهوري» دونالد ترامب، ينبغي على الأميركيين معرفة ما الذي يمكن فعله لضمان تسيير الانتخابات في أجواء سلمية. الأمر لا يتوقف على حالات عنف صاحبت إحدى الفعاليات الانتخابية، بل المسألة تتسع لتشمل تصريحات المرشحين التي تحض على الكراهية وتؤجج حالة من الخوف. وللأسف ليس «ترامب» وحده في هذا المضمار، فثمة مرشحون يهددون بالتصعيد مثلما يفعل «ترامب»، وبعد المعترضين على مواقف المرشحين يثيرون شغباً في الحملات الانتخابية من أجل تأجيج مواجهات في الشارع بين العامة، وتكتيكات من هذا النوع تشي باتساع موجة الكراهية بين الأميركيين الذين ينتمون إلى أطياف سياسية متنوعة. واستدلت الصحيفة باستطلاع أجراه معهد «بيو» خرجت نتائجه بخلاصة مفادها أن معظم الناخبين ينظرون لخصومهم السياسيين على أنهم مضللون بطريقة تلحق الضرر بسلامة الأمة الأميركية. ما يثير الاستغراب أن أقلية من«الجمهوريين»و«الديمقراطيين» يشعرون بالحزن عندما يتزوج أحد أبنائهم من أسرة تنتمي لتيار سياسي مغاير للتيار الذي ينتمون إليه.