صفقة عسكرية روسية إيرانية.. وعقبات جديدة أمام التجارة الدولية «ذي كوريا هيرالد» في مقاله المنشور بـ «ذي كوريا هيرالد» الكورية الجنوبية، وتحت عنوان «التجارة في زمن الحمائية»، أشار «رانيل ويكريمساين» رئيس وزراء سريلانكا إلى أن الاقتصاد الصيني متباطئ ومعدل النمو في الدول المتقدمة لا يزال هزيلاً، وفي غضون ذلك تبذل الحكومات الآسيوية قصارى جهدها للحفاظ على اقتصاد متنامٍ. وبالنسبة لسريلانكا فأمامها تحد يتمثل في إيجاد الطريقة المناسبة لتسريع وتيرة النمو الاقتصادي، لكن ثمة شيئا واضحا ألا وهو أننا لا نتوقع من بقية دول العالم أن ترحب بطموحات سريلانكا الاقتصادية بالطريقة التي رحب بها يوماً ما بالصعود السريع للصين كقوة اقتصادية، وبدرجة الترحيب ذاتها التي قابلت بها النمو الياباني وصعود دول النمور الآسيوية بما فيها كوريا الجنوبية. ويشكو رئيس وزراء سريلانكا من أن الآسيويين يشهدون الآن وكل يوم تقريباً هجمات سياسية شرسة على الأدوات والسياسات التي من خلالها تتم مساعدة مئات الملايين وانتشالهم من وطأة الفقر. وفي الحقيقة يبدو أن التجارة الحرة باتت كبش فداء عند الاختيار بين الشعوبيين والديماغوجيين. على سبيل تشهد الولايات المتحدة حملة انتخابية يضع خلالها المرشحون الأساسيون من «الديمقراطيين» و«الجمهوريين» مدى أهمية تحرير التجارة والانفتاح على التجارة العالمية. وفي بريطانيا يشن المتشككون في جدوى أوروبا الموحدة حملة من أجل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي والتخلي عن مزايا السوق الأوروبي الموحد. وفي بلدان أوروبية أخرى، يطالب الشعبويون بتدشين حواجز تجارية. رئيس وزراء سريلانكا يرى أن حرية التجارة تواجه هجمات أخرى داخل القارة الآسيوية، فرئيس الوزراء الياباني «شينزو آبي» يواجه معارضة داخلية من بعض جماعات المصالح، التي ترفض اتفاقية «الشراكة عبر الهادي». وحتى داخل الهند، نجد رئيس الوزراء «ناريندرا مودي» في موقف صعب عند محاولته إقناع حكام الأقاليم بتخفيف القيود التجارية بين المناطق الهندية، وفي سريلانكا تتعرض الاتفاقية الاقتصادية والتقنية المبرمة مع الهند لهجمات سياسية. القادة الآسيويون يدركون المكاسب المترتبة على حرية التجارة، والنمو الذي حققته الدول الآسيوية خلال العقود الأربعة الماضية يعود إلى قبول المنتجات الآسيوية في الأسواق العالمية. ما نحتاجه الآن هو تحديد الميزة النسبية التي نتمتع بها والمنتجات النوعية والأسعار التنافسية التي يمكننا ترويجها. ولطالما كانت حرية التجارة نموذجاً لأداة للنمو في الصين واليابان وكوريا الجنوبية ودول أخرى في جنوب شرق آسيا، والآن وعلى الرغم من تعثر التجارة العالمية، فإن التجارة على الصعيد الإقليمي تظل مكوناً أساسياً في استراتيجيات النمو الآسيوية. «تورونتو ستار» في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان «إذا كانت كندا بحاجة إلى طائرات حربية من دون طيار فعليها توضيح المبرر»، استنتجت «تورونتو ستار» الكندية أن رئيس الوزراء الكندي «جاستن ترودو» ليس لديه الكثير من السيولة النقدية كي يبعثرها، وهذا ما يتضح عبر السياسة الدفاعية لكندا والميزانية الهزيلة التي تبلغ 19 مليار دولار، ما يعني أن كندا بحاجة إلى جيش أصغر حجماً وأكثر مرونة خاصة في وقت تستريح فيه سفننا وطائراتنا المقاتلة. وحسب الصحيفة أطلق وزير الدفاع الكندي الأسبوع الماضي تصريحات تشي بأن تخفيض النفقات الدفاعية يلوح في الأفق، لذا يبدو مستغرباً حديث رئيس الأركان الكندي نظام تسلح جديد يعتمد على طائرات من دون طيار، ما يثير تساؤلا عن مسألة تمويل شراء هذا النوع من الأسلحة. ورئيس الأركان أوضح أمام لجنة بمجلس الشيوخ الكندي حاجة بلاده لهذه الطائرات، فهو أشار إلى أن كندا تنفذ عمليات خارجية ضد متطرفي «داعش» وعمليات الاستطلاع جزء مهم عند التعامل مع التنظيم الإرهابي، كما أن كندا تريد أن تصبح لديها القدرة على شن ضربات ضد التنظيم. لكن أوتاوا لن تبرم عقود شراء طائرات من دون طيار قبل عام 2020 ولن تتسلمها قبل عام 2025. وتقول الصحيفة، إذا وضعنا في الاعتبار أن القاذفات الكندية وحتى وقت قريب، كانت تستهدف تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، كما أن مئات من الجنود الكنديين يتأهبون للانتشار في القريب العاجل للانتشار في مناطق التنظيم، فإن المنطق يبرر اللجوء إلى الطائرات من دون طيار، لأنها تقدم الدعم للقوات وتشن حرباً دون أن تعرض طيارينا للخطر، وهذا يبرر استخدام كثير من الدول هذا النوع من الطائرات، وعلى الأقل هناك عشر دول بينها الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وإسرائيل، تضع أسلحة على متن الـ «درونز»، وهناك قرابة 80 دولة تستخدمها في الاستطلاع والمراقبة. «ذي موسكو تايمز» خصص «ماثيو بوندنر» مقاله المنشور بـ«ذي موسكو تايمز» الجمعة قبل الماضي، لرصد مساعي إيران لعقد صفقات تسلح مع روسيا، فهو يقول بعد عقود من الانعزال بعيداً عن سوق السلاح العالمي، تتجه إيران نحو الانخراط في صفقات سلاح روسية بعد أن تأخرت عن منافسيها الإقليميين الذين يمتلكون أسلحة أميركية. ففي 15 فبراير الماضي زار وزير الدفاع الإيراني موسكو ومكث فيها يومين وطهران لديها قائمة مشتريات عسكرية تأمل في الحصول عليها من روسيا تصل قيمتها الى 8 مليارات دولار وتشمل طائرات SU-30 وطائرات تدريب من طراز YAK30 ومروحيات عسكرية من طراز Mi-8 ووMi-17 وأنظمة دفاع صاروخية ساحلية من طراز K-300 Bastion وسفنا حربية وغواصات تعمل بالكهرباء والديزل. الكاتب يرى أن الإيرانيين أبدوا اهتمامهم بطائرات سوخوي من طراز Su-30 متعددة المهام كونها تتفوق على نوع من الطائرات الموجودة لديهم، خاصة وأن ترسانة إيران الجوية أشبه بخليط من الطائرات الأميركية التي تعود إلى حقبة الحرب الفيتنامية مثل طرازات فانتوم وبعض الطائرات الصينية والروسية القديمة. صفقة الأسلحة التي تريدها إيران من روسيا قد تغير- حال تفعيلها- التوازنات في الشرق الأوسط، لكن الصفقة تستوجب ما وافق مجلس الأمن الدولي عليها، علماً بأن لدى الولايات المتحدة حق النقض الذي قد تستخدمه لعرقلة الصفقة. إعداد: طه حسيب