ودّعت الولايات المتحدة والعالم صباح الجمعة قبل الماضي نانسي ريجان، سيدة أميركا الأولى السابقة، في ولاية كاليفورنيا. ولكن في يوم الثلاثاء الماضي، ربما تكون ولايات ميشيجن وميسيسيبي قد سجلت نهاية تحالف رونالد ريجان الأسطوري والذي حكم سياسة الحزب "الجمهوري" على مدى أربعين عاماً. وبعد استيعاب الموجة الوحشية من الهجمات من مؤسسة الحزب "الجمهوري"، بما في ذلك الانتقادات السيئة من «ميت رومني»، تمكن ملياردير مانهاتن الذي سبق له الزواج ثلاث مرات، والذي كان يوماً ما يدعم بإخلاص هيلاري كلينتون والذي ما زال يثني على برنامج تنظيم الأسرة، من تحقيق فوز ساحق مساء الثلاثاء. فقد فاز "دونالد ترامب" في هذه الليلة بسهولة مدعوماً بقوة تحالف الطبقة العاملة التي شملت الإنجيليين في ولاية ميسيسيبي والذين دعموا "ريجان" في ولاية ميشيجن. هؤلاء هم نفس الناخبين من الطبقة العاملة الذين يشعرون أنهم قد تم التخلي عنهم من قبل رئيسهم وحكومتهم والحزب "الجمهوري". أما السيناتور "تيد كروز"، حامل الكتاب المقدس، فقد كان يجب أن يفوز في ميسيسيبي. وكان ينبغي على حاكم أوهايو "جون كاسيتش" أن يفوز في ولاية ميشيجن المجاورة. وكان يجب أن ينتهي السيناتور ماركو روبيو كمرشح في مكان ما. وبدلاً من ذلك، فإن "روبيو" وباقي الحقل "الجمهوري" ظلوا يراقبون في رعب بينما كان "ترامب" يسحق جميع القادمين في صناديق الاقتراع. لم تكن انتصارات "ترامب" الكبيرة في ميشيجن وميسيسيبي أسوأ الأخبار في تلك الليلة بالنسبة للطبقة الحاكمة في الحزب "الجمهوري"، وبدلاً من ذلك، فإن التمييز المشكوك فيه تم ادخاره للانهيار التام لحملة "روبيو" قبل أسبوع من الانتخابات التمهيدية الحاسمة في ولاية فلوريدا. وبالنسب للقادة "الجمهوريين"، فإن توقيت "روبيو" لم يكن من الممكن أن يكون أسوأ من ذلك. وقد قامت المؤسسة بتزوير الانتخابات التمهيدية في فلوريدا التي تتبع مبدأ الفائز يأخذ كل شيء لتوفير جدار حماية لجيب بوش أو "روبيو" عندما يتحدث الحكماء عن معرفة عن «طريق المؤسسة». ولكن، كما هو الحال مع معظم المناورات التي تدبرها اللجنة الوطنية "الجمهورية"، فإن جدار الحماية في فلوريدا يبدو الآن وكأنه يعطي ميزة للرجل الذي يكرهه "الجمهوريون" في المؤسسة الرئاسية. وبعد ليلة الثلاثاء، فإن السياسي الوحيد الذي كانت لديه الفرصة لوقف ترامب بعد سبعة أيام من الآن هو ثاني أكثر سياسي مكروه في واشنطن، وهو "تيد كروز". أما السيناتور "الجمهوري" ليندسي جراهام، فهو أشبه بالفرصة بين "كروز" و"ترامب"، أو الاختيار بين الموت رمياً بالرصاص أو بتجرع السم. جو سكاربورو* جعضو الكونجرس الجمهوري السابق عن ولاية فلوريدا. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»