مقاربة الهجرة الأوروبية.. وسياسة الدفاع الصينية لوسوار صحيفة «لوسوار» البلجيكية خصصت افتتاحية للتعليق على الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال القمة التركية الأوروبية التي عقدت الاثنين الماضي بشأن أزمة اللاجئين، وهي القمة التي تم الاتفاق خلالها على جملة من التدابير بهدف الحد من تدفق مزيد من اللاجئين على أوروبا. تدابير تشمل دعم الاتحاد الأوروبي للحكومة التركية مالياً من أجل مساعدتها على استيعاب اللاجئين، واستهداف شبكات تهريب البشر إلى أوروبا، وترحيل اللاجئين الاقتصاديين الذين وصلوا إلى أوروبا بهدف تحسين ظروفهم المعيشية فحسب. الصحيفة قالت، إن أوروبا تجاهلت على مدى سنوات تدفق المهاجرين واللاجئين على السواحل الإيطالية واليونانية، حيث تركت أوروبا الشمالية، وفي مقدمتها ألمانيا، اليونان واليونان وتركيا لمواجهة هذا التدفق بمفردها، معتبرة أن مسؤولية مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد، وإدارة شؤون المهاجرين الذين يصلون إلى سواحله، تقع عليها وحدها. أما بخصوص ملايين اللاجئين السوريين الذين يستقبلهم لبنان والأردن وتركيا، فحدث ولا حرج، تقول الصحيفة. وتستطرد «لوسوار» قائلة: لقد كان من الضروري أن تبدأ هذه الأمواج البشرية في بلوغ أوروبا الشمالية، وأن تتسبب في فوضى على الطرقات الأوروبية، فوضى تشمل صوراً لمواكب اللاجئين من زمن آخر، ونصب الأسلاك الشائكة، واستعمال الغازات المسيلة للدموع دون تمييز ضد النساء والرجال والأطفال الذين قصدوا أوروبا فراراً من أهوال الحروب في بلدانهم، وعودة حواجز المراقبة داخل منطقة «شينغن»... حتى يتحرك الاتحاد أخيراً للقيام بشيء ما بخصوص هذه الأزمة. وكان ضرورياً أن يرى الاتحاد شبح تفككه وانهياره، وترى ألمانيا، التي انتقلت من اللامبالاة التامة إلى كرم لا حدود له، تبدد قوتها وانتهاء الدعم للمستشارة. لقد كان لا بد من كل هذا، تقول الصحيفة، حتى تقرر أوروبا أنه لا بد من سد وإغلاق الحدود الخارجية اليونانية بكل الوسائل الممكنة، مثلما دعا إلى ذلك في سبتمبر الماضي، رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وهو ما قوبل حينها باستهجان غربي كبير. وحسب الصحيفة، فالآن فقط بات الاتحاد الأوروبي يعترف بأن حدود اليونان الخارجية هي حدوده هو نفسه، وأن تكدس المهاجرين في هذا البلد هو جزء من مسؤولية الاتحاد الأوروبي الجماعية، وأن أوروبا مطالَبة بمساعدة اليونان و«مهاجريها». تشاينا دايلي صحيفة «تشاينا دايلي» الصينية علّقت على إطلاق كوريا الشمالية «مقذوفات قصيرة المدى» في البحر، وذلك بعد ساعات قليلة على موافقة مجلس الأمن الدولي على فرض أشد وأقسى عقوبات أممية على بيونج يانج بسبب تجربتها الصاروخية الأخيرة. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة، إن كوريا الشمالية درجت على الرد بغضب وتحد في كل مرة يمرر فيها مجلس الأمن قراراً ينص على فرض عقوبات عليها، متوقعةً أن تكون كوريا الشمالية أكثر غضباً هذه المرة؛ نظراً لأن العقوبات الجديدة أشد وأقسى على طموحات بيونج يانج النووية. عقوبات قالت إنها حظيت بموافقة كل أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر بالإجماع. واستناداً إلى ردود فعلها السابقة، لم تستبعد الصحيفة أن تتبنى بيونج يانج الساعية للانتقام موقفاً أكثر شراسة وعدائية، وتسعى بتصميم أكبر إلى تنفيذ مشاريعها الصاروخية والنووية والتهديدات باستعمال القوة. وهو ما دفع «تشاينا ديلي» للقول إن ما حدث الأسبوع الماضي قد لا يكون سوى بداية لتصعيد يصعب التنبؤ بنتائجه. ولكن الصحيفة نصحت أيضاً بيونج يانج بتجنب طريق الاستفزاز والتصعيد واصفةً إياه بأنه مسار مضر بالنفس، موضحةً أن العقوبات الأخيرة، على قساوتها، لا تهدف إلى إسقاط كوريا الشمالية، ولا إلى الإضرار بالشعب الكوري الشمالي والتسبب في معاناة إنسانية، وأن رسالة تلك العقوبات واضحة، ألا وهي عدم السماح بأي أسلحة نووية في شبه الجزيرة الكورية. وقالت الصحيفة، إن برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية تمثل تهديداً أمنياً في شمال شرق آسيا، محذرةً من أن تهديداتها المتكررة بهجوم نووي لا تؤدي إلا إلى زيادة التوتر، وبالتالي، فهي لا تخدم موقفها الأمني وإنما تضر به. لتذهب إلى أن عزلة كوريا الشمالية الدبلوماسية الحالية هي من صنع يديها. ثم ختمت الصحيفة بالقول، إن العقوبات تهدف إلى حمل بيونج يانج على العودة إلى مفاوضات جادة وذات مصداقية، مضيفة أنها إذا أبت القيام بذلك، فإن المجتمع الدولي لن يتراجع حتى يتحقق هدف الإبقاء على شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من السلاح النووي. ذا جابان تايمز ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء، علّقت صحيفة «ذا جابان تايمز» اليابانية على قيام الصين بإصلاح كبير لقواتها المسلحة يقضي بإعادة تنظيم وهيكلة جيشها، ويُعتبر هذا هو رابع إصلاح كبير للجيش منذ 1985. وتقول الصحيفة إن أحد أسباب هذا الإصلاح هو أن الهيكلة العسكرية للجيش لم تعد ملائمة للوضع الأمني الحالي للصين. ذلك أنه إبان الحرب الباردة، كانت الصين مضطرة للتركيز على الدفاع عن حدودها من الاتحاد السوفييتي، وهو ما كان يفسر تركيزها الكبير على القوات البرية. أما اليوم، فهي مصممة على تعزيز قواتها البحرية، وتحتاج لهيكلة عسكرية تدعم تحسين قدرات القوات البحرية والقوات الجوية. غير أن الصحيفة تقول إن الإصلاح العسكري الصيني شمل نشر صواريخ أرض جو وأجهزة رادار على إحدى الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي. وإذ أشارت إلى أن بكين تقول إنها تعتزم الإبقاء على «سياسة دفاعها الوطني الاستراتيجية»، فإنها ترى أنه يتعين على بكين أن تشرح بوضوح كيف يمكن أن تكون مثل هذه الخطوات العسكرية منسجمة مع ما تقول إنها محض سياسة «دفاعية»، وأن تجعل إنفاقها العسكري أكثر شفافية عبر الكشف عن مقتنياتها من الأسلحة. وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة، إن التفاهم المتبادل بين الصين وبلدان أخرى حول مسائل الدفاع مهم وأساسي من أجل تجنب سباق تسلح لن يؤدي إلا إلى زعزعة استقرار المنطقة، مضيفة أنه بالنظر إلى الحجم الكبير لقواتها المسلحة وإنفاقها العسكري، فإنه يتعين على الصين أن تكون واضحة وشفافة بشأن سياستها الدفاعية. إعداد: محمد وقيف