تلتئم «مؤسسة السياسة الخارجية» في الحزب «الجمهوري» بواشنطن من حول «ماركو روبيو» في محاولة أخيرة للتصدي لكل من «دونالد ترامب» و«تيد كروز»، بينما تدخل الحملة الانتخابية مرحلة فاصلة. وعزز «روبيو» حظوظه بزعم حملته أنه المرشح الأفضل على صعيد الأمن القومي، ومن ثم إعلانه تشكيل مجلس استشاري جديد للسياسة الخارجية مؤلف من مسؤولين وخبراء في الحملات الانتخابية الأخرى للمرشحين المنسحبين. وتتضمن المجموعة خليطاً من الشخصيات القوية والمنظرين الأيديولوجيين، قرروا جميعاً أن «روبيو» هو آخر أفضل رهان لهم كي يروجوا لنهجهم العالمي المحافظ الذي يسعون جميعاً لتطبيقه. وكشفت حملة «روبيو» عن تفاصيل المجلس الاستشاري للأمن القومي يوم الإثنين الماضي، بعد خسائر فادحة في ولايات يوم الثلاثاء الكبير، الذي فاز فيه «ترامب» و«كروز» بولايتين لكل منهما. ويستعد «روبيو» للقيام بمحاولته الأخيرة في منافسات منتصف مارس، التي تشمل ولايته فلوريدا، وبالطبع سيمثل الأمن القومي جزءاً كبيراً من محاولته نحو المضي قدماً. وأكد لي «أليكس كونانت» المتحدث باسم «روبيو»، «أن مجلس الأمن القومي الاستشاري سيقدم نصائح استراتيجية لـماركو، وللحملة الانتخابية فيما يتعلق بالسياسات الخارجية والدفاع والمخابرات وقضايا الأمن الداخلي». وأضاف: «إن الفريق سيقدم خبراته الكبيرة دعماً لجهود ماركو للإمساك بدفة القيادة الأميركية في عالم مضطرب بشكل كبير». ويتضمن الفريق بعض الأعضاء السابقين في الفريق الذي شكلته حملة «بوش» قبل أكثر من عام مضى، ومن بينهم وزير الأمن القومي السابق «مايكل شيرتوف»، و«دوف زاخييم» وكيل وزارة الدفاع في إدارة «جورج بوش الابن»، والمسؤولة السابقة في وزارة الخارجية «باولا دوبريانسكي» والسفيرة «كريستين سيلفربيرج»، والسيناتور السابق «نورم كولمان»، الذي كان ضمن الحملة الانتخابية لـ«ليندساي جراهام»، ويشمل أيضاً فريق «روبيو» السيناتور السابق «جيم تالنت»، الذي قاد فريق استشارات السياسة الخارجية للحاكم «سوكت ووكر»، عندما ترشح للرئاسة. وأخبرني «كولمان»: «الواقع هو أن ماركو وجيب وليندساي لا يختلفون كثيراً حول السياسة الخارجية، ولم يتبق في السباق سوى شخص واحد يفهم ما يدور من حوله وما ينبغي فعله حيال ذلك، وهذا الشخص هو ماركو». وتشمل أيضاً المجموعة الاستشارية الجديدة لروبيو اثنين من المؤسسين الثلاثة لمبادرة «جون هاي»، وهما المسؤولان السابقان في إدارة «بوش»: «إيليوت كوهين» و«إيريك إيدلمان». وكانت مبادرة «هاي» تهدف إلى تكوين تجمع لخبراء ومسؤولي السياسة الخارجية الذين يمكن للمرشحين «الجمهوريين» الاستفادة منهم. وساعدت المبادرة كلاً من «كريس كريستي» و«كارلي فيورينا» قبل خروجهما من المنافسة في السباق إلى البيت الأبيض. ورغم حياديتها، إلا أن المبادرة تبدو الآن مصطفة وراء «روبيو» مع بقية «مؤسسة الحزب». وقال لي «كوهين»: «إن هناك تدابير كثيرة يمكن القيام بها في إطار معارضة المؤسسة لترامب وسياساته». وقاد «كوهين» الأسبوع الماضي جهوداً لجمع توقيعات من أكثر من 50 خبيراً ومسؤولاً سابقاً في الحزب «الجمهوري» يتعهدون بعدم تأييد «دونالد ترامب». وربما لا تنقذ الدفعة الأخيرة لـ«روبيو» بشأن السياسة الخارجية حملته الانتخابية، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن السياسة الخارجية من بين أكبر اهتمامات الناخبين، ولكن من الواضح أن الناخبين «الجمهوريين» يحبذون في هذه الدورة المرشحين من خارج المؤسسة، غير أن معظم خبراء الأمن القومي «الجمهوريين» في واشنطن يؤيدون «روبيو» على أية حال، لأنه لا يمكنهم تحمل البدائل. جوش روجين محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»