بينما رفع «دونالد ترامب» إجمالي عدد مندوبيه يوم السبت الماضي من خلال الانتصارات التي حققها في المنافسة التمهيدية والمجمع الانتخابي في ولايتي لويزيانا وكنتاكي، طرحت معلقة قناة «سي إن إن» «سالي كوهن» توقعات قاتمة بشأن رئاسة «ترامب»، وأشارت إلى أن وسائل الإعلام ستكون من الملومين! وقالت «كوهن»، الناشطة التقدمية، أثناء تغطية عملية التصويت: «ثمة خط رفيع بين تغطية أخبار مرشح وتضخيمه». وأضافت: «إنني متأسفة، ولكن بالطبع قد يصبح ترامب المرشح الجمهوري المتصدر، ولا أزال أعتقد أننا نعطي طريقته انتباهاً أكبر من اللازم قياساً على المرشحين الآخرين الذين حققوا انتصارات جديرة بالاحتفال الليلة». وأعربت عن قلقها من أنه عندما ينشئ معسكرات الإقامة الجبرية، ويعلق العمل بالأوامر القضائية، فإن الجميع سيتذكر ما يحدث الآن ويشعر بألم شديد. وسارعت «كوهن» بعد الإدلاء بهذه التصريحات، إلى تذكير منتقديها الذي رفضوا افتراضاتها، عبر «تويتر»، بأن «ترامب» استشهد في السابق بمعسكرات الإقامة الجبرية للأميركيين اليابانيين أثناء الحرب العالمية الثانية باعتبارها سابقة لخطته الرامية إلى منع جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. وقال «ترامب» من خلال برنامج «صباح الخير أميركا» المذاع على قناة «إيه بي سي» في ديسمبر الماضي: «ما أنوي فعله لا يختلف عما فعله فرانكلين روزفيلت»، والأمر لا يعني بالتحديد أنه سيفعل الشيء ذاته، ولكن دعونا نلقِ نظرة أشمل على وجهة نظر «كوهن»، وهي أن ترامب سيتخذ قرارات سيئة إذا تم انتخابه رئيساً، وسيكون ذلك جزئياً بسبب خطأ الإعلام لأنه منحه قدراً كبيراً من الاهتمام. وهذا الطرح شائع، وبالتأكيد يحمل قدراً كبيراً من المنطق، فعندما تغطي الصحافة فكرة مثل إغلاق الحدود الأميركية أمام مجموعة دينية بأسرها، حتى وإن كان في ضوء سلبي، فإنها بالفعل تضخم المقترح بجذب الانتباه إليه، ومن الناحية النظرية كان من الممكن أن تتجاهل وسائل الإعلام معظم تصريحات «ترامب» المثيرة للفتنة، ولم يكن سيجد سوى قليل من المؤيدين الذين يعيرونه سمعهم وأبصارهم. بيد أن المشكلة هي أن «ترامب» من المرجح بشكل كبير أن يمثل حزباً كبيراً في انتخابات أعلى منصب في الدولة، ولابد أن يعرف الناخبون أفكاره وأقواله وأفعاله، سواء أكانت جيدة أم سيئة! كالوم بورشرز: كاتب متخصص في قضايا الإعلام السياسي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»