تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من أكثر دول العالم اهتماماً بالتعليم وتطويره بشكل مستمر، وإيصاله إلى فئات المجتمع كافة، رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، أفراداً عاديين وذوي احتياجات خاصة، وكل ذلك من أجل بناء مجتمع المعرفة، وتمكين المواطن الإماراتي من امتلاك أسباب القوة، والقدرة على المنافسة في أسواق العمل المحلية، والإقليمية والعالمية، بما يمكنه من تحمل مسؤولية التنمية بكل تبعاتها وأعبائها. وتعي دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية الاستفادة من التجارة الدولية الناجحة في تطوير التعليم والاستعانة بالخبرات العالمية في مجال التعليم، وفي هذا الإطار يأتي تنظيمها واستضافتها العديد من الفعاليات والمؤتمرات العلمية والمعارض المتخصصة في مجال التعليم. وقد استضافت الإمارات مؤخراً فعاليات «منتدى التعليم العالمي والمعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم 2016»، وهي الدورة التاسعة للمنتدى، التي انعقدت بعنوان «الابتكار في التعليم عن طريق الإبداع ومشاركة المعرفة»، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. والمنتدى الذي استضافه المركز التجاري العالمي في مدينة دبي، واستمرت فعالياته لمدة ثلاثة أيام، شهد مشاركة دولية واسعة، حيث ضم مئة متحدث رسمي ومئتي جلسة وعشرين ورشة عمل، وشهد عرض نحو 31 ابتكاراً للطلبة، فضلاً عن مشاركة 500 شركة تستعرض آخر منتجات وحلول ومستلزمات التعليم حول العالم، وهو ما يجسد إلى أي مدى أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة ذات مكانة محورية على مستوى العالم، سواءً في استضافة الفعاليات العلمية الدولية في مجال التعليم بحد ذاته، أو في الفعاليات العلمية الدولية بشكل عام. ومثل هذه الفعاليات العلمية الدولية عادة ما تمثل محطات مهمة في تاريخ تطور القطاعات محل الاهتمام، وهذا ما ينطبق على منتدى التعليم العالمي والمعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم، الذي يمثل فرصة لالتقاء الأكاديميين والباحثين والمتخصصين ومتخذي القرار والمهتمين بقضايا التعليم، فضلاً عن الطلاب ذوي الابتكارات المتميزة، وهو ما يجعل المنتدى علامة فارقة في تجويد وتحسين الممارسات التعليمية المحلية والإقليمية والعالمية، بالنظر إلى كل هذا الزخم الذي يتيح التعرف إلى أفضل وأحدث الآليات والبرامج التعليمية في مختلف دول العالم، ويعزز توحيد الجهود العالمية المتعلقة بالنهوض بالتعليم والارتقاء به، والقضاء على الأمية التي تنتشر في المناطق الفقيرة في العالم، والتي تعتبر واحدة من المعرقلات الرئيسية لجهود التنمية العالمية. وما يعطي المنتدى أهمية خاصة أيضاً، هو أنه شهد تنظيم معرض مستلزمات وحلول التعليم، بالتزامن معه وعلى هامشه، والمعرض يشكل منصة لاستعراض التطورات التقنية والتكنولوجية في قطاع التعليم العالمي، ويمنح الدول والحكومات فرصة الاطلاع على التقنيات التعليمية المستحدثة، والأخذ بأفضلها، وتوظيفها في خدمة أهداف تطوير منظومة التعليم الوطنية بكل منها، فيما يواكب المستجدات ويجعل التعليم أداة فعالة في خدمة أهداف التنمية لديها، وهذا ما تعيه دولة الإمارات العربية المتحدة دائماً. إن هذا الحدث يبرهن على الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة للارتقاء بمنظومة التعليم الوطنية، من أجل تحقيق رؤية الإمارات 2021، الرامية إلى بناء مجتمع معرفي قائم على الابتكار والتميز، يوظف العلم والمعرفة بالشكل السليم الذي يخدم الفرد والمجتمع على حد سواء. ـ ـ ــ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.