منعطف الحرب السورية.. وأزمة اللاجئين في ألمانيا وائل بدران الديلي تليجراف حذرت صحيفة «الإندبندنت» في افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي من أن الحرب الأهلية في سوريا، التي تعتبر مسلسلاً وحشياً ومأساوياً على الشعب السوري، ومؤثرة سلباً على دول الجوار بعد أن استوعبت ملايين اللاجئين، تتجه الآن إلى دخول منعطف أكثر خطورة مع انزلاق قوى كبرى إلى دوامة المواجهة، وخصوصاً في ظل تفاقم التوترات التاريخية بين روسيا وتركيا. وأوضحت أن قرار الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» زيادة الدعم العسكري لبشار الأسد شجع نظام دمشق على الاعتقاد أن في مقدوره الانتصار في الحرب، مضيفة: «دون شك، هذا أحد الأسباب التي دفعت الروس إلى السعي للتوسط من أجل وقف إطلاق النار في المحادثات الأمنية التي جرت في ميونيخ، بهدف تعزيز مكاسب النظام». وذكرت الصحيفة أن «الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يبدو أنه لم يعد لديه أي اهتمام بهذا التصعيد الخطير للأحداث، تخلى عن دور القيادة في المنطقة لصالح روسيا، وأخبر بوتين بأنه يؤيد مبادرة ميونيخ». وتابعت: «على رغم أن الزيادة المخطط لها في المساعدات الإنسانية ضرورية، إلا أن فرص وقف الأعمال العدائية تبدو ضئيلة، على أقل تقدير لأن جماعات المعارضة وأعداء بشار الأسد ليسوا ضمن الاتفاق». ولفتت إلى أن تقدم الأكراد السوريين تحت مظلة الهجوم المدعوم روسيّاً على حلب أدى إلى إطلاق جرس الإنذار في تركيا، التي تحاول التكيف مع أزمة اللاجئين، ولكنها في الوقت ذاته مصممة على وقف تحول الأكراد إلى دولة. ونوّهت إلى أن آمال احتواء الأزمة لطالما تبددت بسبب تصدير الإرهاب وتدفق اللاجئين إلى أوروبا، وإضافة المواجهة الجيوسياسية إلى هذا المزيج المتفجر تثير مخاوف جمة، في ظل ظروف تشبه تلك التي سبقت الحرب العالمية الأولى. وألمحت الصحيفة إلى تصريحات رئيس الوزراء الروسي «ديميتري ميدفيدف» الأسبوع الماضي عندما حذر من اندلاع «حرب عالمية جديدة»، وإن كانت أيضاً قد وصفت تصريحاته بأن الغرض منها «بث الخوف وتحقيق مصالح ذاتية». فاينانشيال تايمز أكد نائب وزير المالية الألماني «ينز شبان» في مقال نشرته صحيفة «فاينانشيال تايمز» أمس الأول أنه يجب على ألمانيا الإسراع بتقليص أعداد اللاجئين، مشيراً إلى أن كافة المجتمعات الأوروبية تواجه خطر التحول إلى ميدان معركة للمصالح المتعارضة. وأوضح «شبان» أن المجتمع الألماني في الوقت الراهن يعاني ضغوطاً خطيرة، بينما يحاول التعامل مع أكثر من مليون لاجئ ومهاجر دخلوا البلاد في غضون أشهر قليلة، لافتاً إلى أنه لا يوجد مجتمع في العالم يستطيع التكيف مع هذا التدفق السريع لكثير من الناس من ثقافات مختلفة، ولو لم تنجح ألمانيا في خفض أعداد القادمين بشكل كبير، فسرعان ما ستمزق الأزمة المجتمع، على الصعيدين السياسي والثقافي. وقال «شبان»: «ستكون هناك تداعيات خطيرة على عمل الاتحاد الأوروبي»، مضيفاً أن جماعات يمينية مثل «بيجيدا» ترغب في تقسيم ألمانيا في وقت تحتاج فيه البلاد إلى مناقشة بشأن جوهر المجتمع الليبرالي المنفتح والمتنوع، ويتطلب ذلك أجواء هادئة وليس تصريحات محرضة. ونوّه «شبان» إلى أنه إذا لم يتم التوصل إلى حل جماعي للأزمة، فإن ألمانيا لن تصبح وحدها ميداناً لتعارض المصالح، ولكن المجتمع الأوروبي بأسره، وفكرة أوروبا الآمنة ستصبح طي الذاكرة، ولا يمكن لأوروبا أن تتباطأ في تعاملها مع أزمة اللاجئين. الغارديان أفادت صحيفة «الغارديان» في افتتاحيتها أمس الأول بأن زعزعة الاستقرار الاقتصادي والسياسي في العاصمة الأوكرانية كييف تزداد تفاقماً، بينما تتجه روسيا إلى الاستفادة من هذا الوضع، ولكنها أكدت أنه لا يوجد عذر لكي يتخلى الغرب عن دعم كييف. ولفتت إلى أنه كان من الواضح دوماً أن طريق أوكرانيا نحو الديمقراطية الليبرالية سيكون صعباً ووعراً، لكن يجب ألا ننسى أن شعبها البالغ تعداده 40 مليون نسمة أظهر قدراً كبيراً من المرونة في محاولة الوصول إلى ذلك الهدف. وتابعت: «بعد أن وجدت كييف نفسها على شفا أزمة سياسية جديدة، مع نجاة حكومتها من تصويت على سحب الثقة،بينما لا تزال الحرب طاحنة في الشرق، من الضروري تقديم دعم قوي لها من قبل الغرب وأوروبا» وأضافت: «لابد من مواصلة تقديم المساعدات المالية والجهود الدبلوماسية الدولية كي تتمكن أوكرانيا من الوصول إلى الاستقرار المنشود». الإندبندنت انتقد الكاتب «بين وايت» في مقال نشرته صحيفة «الإندبندنت» أمس الأول، موقف الحكومة البريطانية المحافظة من حملة «المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات» التي تدعو إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية دعماً للفلسطينيين. وأشار «وايت» إلى أن لندن تسيء للحركة عمداً بوصفها بأنها «معادية للسامية» على رغم أن كثيراً من اليهود في بريطانيا وأنحاء العالم يؤيدون مقاطعة إسرائيل تضامناً مع الشعب الفلسطيني. وأكد أن الحركة واضحة في أهدافها، وتعارض السياسات الإسرائيلية غير القانونية، مثل مقاطعة جنوب أفريقيا أثناء نظام الفصل العنصري. وشدد على أن الحركة تسعى لممارسة ضغوط شعبية غير عنيفة لإحداث تغيير فعلي. إعداد: وائل بدران