فقد رجل الأعمال دونالد ترامب ما كان يتمتع به من زخم فيما يبدو بعد أن خسر في ولاية «آيوا». وسيناتور ولاية تكساس «تيد كروز» قد يكون أبرز اختيار للمسيحيين المحافظين المتشددين لكنه مازال لا يروق لكثيرين من المحافظين من التيار الرئيسي. وخطط سيناتور ولاية فلوريدا «ماركو روبيو» لتبني رسالة انضباط ومرونة سياسية للتوصل إلى اتفاق في الآراء وسط جماعة صفوة الحزب عانت من انتكاسة يوم السبت الماضي في مناظرة «الجمهوريين» في «نيوهامبشير»، والجراح السابق «بن كارسون» مستعد فيما يبدو لتقاعد مريح. ولكل هذا يعتقد الكاتب «كارل هياسين» أنه يمكننا الحديث عن الدخول المناسب في حينه «لجيب بوش المحنك وصاحب أوراق الاعتماد الجيدة». صحيح أن مؤشرات كثيرة تنبأت باقتراب نهاية «جيب بوش» قبل شهور، لكن مع أخذ كل الأمور في الاعتبار قد يصبح «بوش» أشد المرشحين «الجمهوريين» مراساً. فـ«كريس كريستي» حاكم ولاية «نيوجيرسي» تشوبه عيوب قاتلة بالنسبة لـ«الجمهوريين» بسبب سجله وفضيحة تضمنت على أقل تقدير إساءة مروعة للسلطة من جانب كبار معاونيه. ولـ«جون كاسيتش «حاكم ولاية «أوهايو» سجل قوي وهو المتسابق الوحيد السعيد فيما يبدو في مضمار السباق. لكن دعمه لبرنامج أوباماكير في أوهايو من شبه المؤكد أن يطيح به في الانتخابات التمهيدية. وإذا أخذ «الجمهوريون» بما يقوله خبراؤهم فإن «بوش» ربما يكون الأفضل الآن. فقد حث «مشروع الفرص والنمو» الصادر عن اللجنة القومية للحزب الجمهوري في بداية عام 2013 الحزب على إقرار إصلاح شامل للهجرة كوسيلة للتقارب مع الناخبين الأميركيين من أصل لاتيني (الهسبانك) ومن أصل آسيوي الذين تخلوا عن مرشح الحزب عام 2012. لكن هذا الحث لم يلق آذاناً صاغية. والحملة الحالية هيمن عليها «ترامب» مركزاً على تناول النقاط الدقيقة لترحيل 11 مليون مهاجر بلا أوراق معظمهم من الهسبانك وكثير منهم لديه أسر أو أصدقاء في الولايات المتحدة. وعصف «روبيو» على الأرجح بما كان يحظى به من ترحيب من الناخبين الذين يهتمون بهذا الأمر، سواء بالتأييد أو المعارضة. وخاض «روبيو» حملته ضد فكرة «العفو» في سباقه الانتخابي لعام 2010 قبل أن يجعل من إصلاح الهجرة القضية التي يتبناها ثم تخلى عنها ثانية. والمحافظون المؤيدون للهجرة ليسوا مستعدين للعفو أو النسيان فيما يبدو وكثيرون منهم يمقتون روبيو لتقلب موقفه. وكثير من مؤيدي الهجرة يكنون له مشاعر مشابهة أيضاً فيما يبدو. لكن زوجة جيب بوش أميركية مكسيكية مما يعكس التزاماً أصيلاً بقضية الهجرة والاحتواء والحلم الأميركي بمعناه الواسع. فرانسيس ويلكينسون محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»