تستهدف «رؤية الإمارات 2021» جعل دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن أفضل دول العالم في المجالات كافة في الذكرى الخمسين لتأسيس اتحادها، ولذلك تدرك القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة أهمية ترسيخ ثقافة الابتكار والإبداع لدى مواطني الدولة، وذلك من منطلق وعيها في المقام الأول بضرورة أن يكون مواطنو الدولة القوام الرئيسي لأي عمل تنموي قابل للاستدامة في المستقبل، ومن منطلق وعيها أيضاً بأن الابتكار والإبداع ركيزتا الانطلاق لدى أي أمة طامحة نحو التفوق والتميز. ولأن دولة الإمارات العربية المتحدة تعي أن المستقبل سيكون للاقتصادات القادرة على المنافسة والتفوق على الخريطة العالمية، فإن هذا الوعي ينعكس بشكل جليّ على ملامح رؤاها المستقبلية في المجالات كافة، ويمكن قراءة ذلك من خلال العديد من المبادرات التي أطلقتها القيادة الرشيدة للدولة خلال الفترات الماضية، حيث تعطي جميعها الابتكار نصيباً وافراً من الاهتمام، ويمكن في هذا الصدد الإشارة إلى «السياسة العليا لدولة الإمارات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار»، التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مؤخراً، وتتضمن 100 مبادرة وطنية، تتبنى الابتكار والإبداع منهجاً لها، بهدف تغيير معادلات الاقتصاد الوطني ودفعه بعيداً عن الاعتماد على الموارد النفطية وتحقيق نقلة علمية ومعرفية متقدمة لدولة الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات القادمة. ومن منطلق ترسيخ ثقافة الابتكار وجعلها أسلوب حياة بالنسبة إلى مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، تأتي المبادرة التي أعلنها وزير التربية والتعليم مؤخراً، والتي تتمثل في استحداث مادتين دراسيتين عن الابتكار لطلاب المدارس في الصفوف من الرابع إلى الثاني عشر، واستحداث عدد من الصفوف المتقدمة للطلاب المتميزين أكاديمياً، إلى جانب إضافة عنصر الابتكار في المشاريع البحثية التي يقدمونها لتكون متكاملة مع متطلبات التكنولوجيا الحديثة، وهذه المبادرة التي سيتم تطبيقها بداية من العام الدراسي المقبل تمكن الطلاب من امتلاك مهارات التفكير الإبداعي، لتسهم في بناء قاعدة من الكوادر المواطنة، تمتلك القدرات اللازمة للانخراط بفاعلية في مختلف مجالات العمل الوطني، ولاسيما تلك التي تتطلب مهارات خاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا الحديثة، وهي المجالات التي تعول عليها الإمارات لقيادة مسيرتها التنموية والمحافظة على استدامتها في المستقبل، لكي تصل إلى مرادها بأن تصبح واحدة من أفضل دول العالم في المجالات كافة، وذلك لدى احتفالها بعيدها الوطني الخمسين، بحلول عام 2021، والمحافظة على هذه المكانة في المستقبل. إن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة تعي تمام الوعي أن الطموحات التنموية الكبيرة لن تتحقق إلا بالعمل الجاد والمثابرة والإصرار على تخطي التحديات والصعاب، وأن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق من دون أن يكون للدولة عنصرها البشري المؤهل والقادر على المشاركة الفاعلة في مسيرة البناء، بل وقيادة هذه المسيرة في المستقبل، ومن هنا يأتي تعويلها على صغار السن، وعلى الشباب على وجه التحديد، ويمكن في هذا الصدد الإشارة إلى مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي أعلنها مؤخراً، وتتضمن السعي إلى تعيين شاب تحت سن 25 عاماً، وزيراً في الحكومة الإماراتية، في واحدة من المبادرات الأكثر تميزاً في مجال تمكين الشباب. ـ ـ ـ ــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.