في وقت سابق من هذا الشهر، قامت وزارة الدفاع الأفغانية بإدخال ثلاث مروحيات هجومية من طراز Mi-25 إلى سلاح الجو الأفغاني، وقد قامت الهند بتزويد أفغانستان بهذه المروحيات، وهي المرة الأولى التي تنقل فيها نيودلهي معدات عسكرية فتاكة إلى أفغانستان. وهذه أول ثلاث من أربع مروحيات من طراز مي -25 يمتلكها سلاح الجو الأفغاني. ومن المقرر أن تحل هذه المروحيات محل طائرات الهليكوبتر الهجومية مي-35 القديمة وتقديم دفعة تشتد الحاجة إليها لقدرات الدعم الجوي في أفغانستان في صراعها المستمر ضد «طالبان» في جميع أنحاء البلاد. وقد أكدت أفغانستان في 20 يناير المنصرم أن ثلاث مروحيات متعددة المهام من طراز مي-25 قد تم تجميعها وأنها أصبحت جاهزة للاستخدام العملي. ومن المرجح أن تشهد هذه المروحيات أول استخدام لها في المعارك ضد «طالبان» في إقليم هلمند، وفي هذا الصدد، ذكر «غلام ساخي أحمد زاي»، نائب رئيس إدارة المشتريات في وزارة الدفاع الأفغانية لموقع تولو نيوز: «دائماً ما تقدم لنا الهند المساعدة. وطائرات الهليكوبتر التي تبرعت بها الهند تم تجميعها وستساعدنا على قتال الإرهابيين». وفي نوفمبر الماضي تم الإعلان عن اتفاقية مروحيات مي-25 بين الدولتين، عندما زار مستشار الأمن القومي الأفغاني «حنيف أتمار» ونائب وزير الخارجية الأفغاني «حكمت خليل كرزاي» نيودلهي. وقد سبق أن زودت الهند سلاح الجو الأفغاني بثلاث طائرات تدريب هليكوبتر من طراز «هندوستان ايرونوتيك ليميتد تشيتال». وسلاح الجو الأفغاني لديه خبرة بالمروحيات الهجومية طراز مي-25 روسية الصنع ويقوم بتشغيل خمسة منها سبق أن قدمتها جمهورية التشيك عام 2008، ورغم ذلك، فإن مروحيات مي-25 الموجودة في سلاح الجو الأفغاني لا يتم استخدامها بشكل شائع، وكما أوضح «فرانز-ستيفان جادي» في «ذا دبلومات»، فإن «مي-25» هي طائرة دعم جوي مزودة بمدفع رشاش طراز «ياك بي» ذي الأربع مواسير عيار 12.7 مم، وكذلك قاذفات صواريخ وقنابل يدوية. ويمكن نشرها ضد القوات البرية بما في ذلك الأهداف الجوية المدرعة المتحركة ببطء، ويمكن لهذه المروحية أن تخدم أيضاً لمهمات الإخلاء الطبي، ولهذا فهي مناسبة تماماً لمساعدة الجيش الوطني الأفغاني في الاستيلاء على مواقع «طالبان» بدعم جوي قريب. وللأسف، نظراً للتحديات الكثيرة التي تواجه قوات الأمن الأفغانية، فإن قيام الهند بنقل مروحيات مي-25 لا يعد تغييراً في قواعد المعركة، وبدلا من ذلك فإن الأهمية الأوسع نطاقاً لهذه العملية يتمثل فيما تخبرنا عنه حول نهج نيودلهي بالنسبة للأمن في أفغانستان، ورغم العلاقات الوثيقة بين الهند وأفغانستان، فإن نيودلهي لم تقبل حتى بداية 2016 بتسليم أسلحة فتاكة لكابول بسبب مخافة أن يغضب ذلك باكستان التي تنظر إلى الدعم الهندي المتزايد للحكومة الأفغانية باعتباره تهديداً محتملاً. بيد أن الحكومة الهندية تبتعد عن ذلك النموذج القديم في إدارة علاقتها مع أفغانستان، وفي الواقع فإن رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي قد أظهر اهتماماً بفصل نهج الهند مع أفغانستان عن نهجها مع باكستان عندما توقف فجأة في لاهور لبضع ساعات بعد أن أعلن دعمه لأفغانستان أمام البرلمان الأفغاني. أنكيت باندا محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفيس»