ركزت عناوين الصحف على تناول «المنتدى الاقتصادي العالمي»، الذي حضره 40 رئيس حكومة في منتجع «دافوس» السويسري الأسبوع الماضي، على قضايا إرهاب تنظيم «داعش» وانهيار أسعار النفط وأزمة اللاجئين في أوروبا، ولكن الشيء الذي وجدته مثيراً للاهتمام بدرجة أكبر، ولم يحظَ بتغطية إعلامية كبيرة كان توقعات المنتدى بأن «الإنسان الآلي» (الروبوت) سيقضي على أكثر من خمسة ملايين وظيفة في غضون العقود الخمسة المقبلة. وحذرت دراسة مكثفة نُشرت نتائجها في قمة «المنتدى» من أن تكنولوجيا «الروبوت» المتقدمة والذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة والطابعات ثلاثية الأبعاد وعلوم الجينات والتكنولوجيا الحيوية وأنواع أخرى جديدة من التكنولوجيا سيكون لها تأثير أكبر على التوظيف مما يعتقد كثير من الناس، وستؤثر التكنولوجيا الجديدة على العمال في الدول الصناعية والنامية على السواء، ما لم تعمل على تحديث أنظمتها التعليمية. ومن بين أكثر الوظائف المعرضة للخطر البائعين والصرافين والموظفين الإداريين، وعمال خطوط التجميع وسائقي سيارات الأجرة، حسبما أفاد التقرير، وستؤدي أنشطة الأتمتة المتزايدة لعمليات المراجعة والدفع إلى الاستغناء عن عدد كبير من الصرافين في المتاجر، بينما سيواصل التسوق عبر الإنترنت خفض وظائف المبيعات. وفي الوقت ذاته، ستؤثر الروبوتات المتطورة والطابعات ثلاثية الأبعاد على الصناعات الكبرى لأنه سيتم استبدال عمال خطوط التجميع بروبوتات أو عمليات إنتاج ثلاثية الأبعاد. ومن بين الوظائف التي ستزدهر في المستقبل القريب تلك التي تتعامل مع عمليات تركيب وإصلاح وصيانة الروبوتات، والطابعات ثلاثية الأبعاد ومحللي البيانات في كل الصناعات. وسيكون هناك طلب كبير على المعماريين والمهندسين وخبراء الكمبيوتر والرياضيات، حسب الدراسة. ولكن ما أدهشني بدرجة أكبر كان تأكيدها أن الصناعات الزراعية والحيوانية في أميركا اللاتينية ستصطدم بالتغيير التكنولوجي، إذ من المتوقع أن تفتتح الصين أول مزارعها التجارية التي ستنتج بصورة جماعية أبقاراً مستنسخة. وحسب تقرير نشرته صحيفة «تشاينا ديلي» سيفتتح مشروع مشترك بين الصين وكوريا الجنوبية مصنعاً ضخماً لإنتاج الحيوانات المستنسخة في مدينة تيانجين الشاطئية الصينية خلال العام الجاري، وتخطط لإنتاج 100 ألف رأس ماشية مستنسخة قريباً، ونحو مليون رأس في المرحلة الثانية. وأرى أن التكنولوجيا، رغم أنه من الممكن أن يصبح لها تأثيرات سلبية، تميل إلى النفع أكثر من الضرر. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفيس»