يعد الاستثمار على مختلف أنواعه ومستوياته أحد أهم مقومات الاقتصاد الناجح، ولهذا تسعى الدول والحكومات التي تريد تطوير اقتصاداتها إلى تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي، وتقوم بسن القوانين التي تساعد على خلق البيئات الجاذبة له. ودولة الإمارات العربية المتحدة هي من الدول الرائدة في هذا المجال، بل وتعد من أكثر دول العالم جذباً للاستثمار، ووفقاً لتصنيف البنك الدولي وفق مؤشر «سهولة ممارسة أنشطة الأعمال» لعام 2016، تحتل الإمارات المرتبة الأولى عربياً، والمرتبة الحادية والثلاثين عالمياً. وهي تبذل جهوداً كبيرة في مجال تهيئة أفضل بيئة ممكنة للاستثمار. وعلى مستوى تشجيع الاستثمارات الداخلية، قامت الدولة بالكثير من الإجراءات وتبنت العديد من القوانين والتشريعات، واهتمت بشكل خاص بتشجيع الشباب على الانخراط في ريادة الأعمال، إيماناً منها بأهمية دورهم في عملية التنمية الشاملة والمستدامة. وتحرص الحكومة الإماراتية ومختلف أجهزة الدولة على تشجيع رواد الأعمال الشباب وصغار المستثمرين، عبر تقديم تسهيلات كبيرة لهم، وإتاحة المزيد من الفرص الاستثمارية أمامهم. وقد أظهرت دراسة حديثة أجرتها «مؤسسة الإمارات» بعنوان «الثقافة المالية لدى الشباب الإماراتي» أن نحو 81% من الشباب الإماراتيين لديهم خطط للاستثمار في المستقبل، وتعد هذه النسبة عالية بكل المقاييس، ولها دلالات متعددة: فهي أولاً تدل على أن الجهود التي تبذلها الدولة في هذا الإطار تؤتي ثمارها، إذ تشير هذه النتائج إلى أن درجة الوعي بمجال ريادة الأعمال مرتفعة لدى الشباب الإماراتي، وأنهم مهتمون بالفعل بالاستثمار في المستقبل، وهي ثانياً، تعبر عن مدى الثقة بالاقتصاد الوطني بشكل عام، وهي ثقة ملموسة تدعمها التقارير والمؤشرات الدولية المتقدمة بشأن الاقتصاد الإماراتي، وثالثاً، تشير إلى الارتياح العام خاصة لدى فئة الشباب، هذه الفئة المهمة في المجتمع للإجراءات القائمة، وثقتهم بقيادتهم الرشيدة وحكومتهم التي تسهر ليل نهار من أجل إسعادهم، ومن ثم فهي رابعاً، تعكس مدى الشعور بالمسؤولية لدى الشباب الإماراتيين تجاه وطنهم، الذي لا يبخل عليهم بشيء، ويؤمّن لهم الحياة الكريمة، والمكانة المرموقة بين الشعوب والأمم، وهي أخيراً تشير إلى درجة التأهيل المرتفع التي يتمتع بها نسبة كبيرة من شباب هذا الوطن واستعدادهم لاتخاذ القرارات الاستثمارية المهمة. إن انخراط الشباب في قطاع ريادة الأعمال مهم للغاية بالنسبة إلى مستقبل الاقتصاد الوطني، وبالنسبة إلى مستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة كلها، فهو يسهم في استدامة النمو الاقتصادي والتنمية الشاملة، وسيفتح فرص عمل أوسع أمامهم ويمكّنهم من اكتساب الخبرات والمهارات والمنافسة في أسواق العمل العالمية، وفي الوقت نفسه فإن انخراط الشباب الإماراتي في قطاع ريادة الأعمال يساعد على خلق جيل جديد من القادة ومتخذي القرار، ليس في مجال الاستثمار وريادة الأعمال فقط، ولكن في مجالات التنمية كافة، ما يسهم في تطوير أوجه الحياة كافة ويعود في النهاية بالنفع على المواطنين ويرفع من مستوى معيشتهم ومعيشة أبنائهم من بعدهم. إن دولة الإمارات العربية المتحدة التي تبذل قيادتها الرشيدة جهوداً متواصلة، ولا تبخل بأي شيء ممكن من أجل إسعاد مواطنيها، هي بحق وطن يستحق أن يُضحَّى من أجله، كي يبقى عزيزاً ورايته خفاقة في كل مكان. وفي هذا الإطار، فإنه لابد أن يكون الشباب مستعدين لخدمة بلدهم، وأن يخططوا بالفعل في مراحل حياتهم المبكرة لكيفية الإسهام في تطوير أنفسهم ورفعة بلدهم. ـ ــ ـ ـ ــ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.