من المثير للسخرية أن الحزب الذي كان يميل إلى شجب الضحايا المختلقين (في الجامعات، وبين النشطاء الليبراليين) يجب أن يكون بهذا الضعف والسرعة في إلقاء اللوم هذه الأيام. فالمرشح الجمهوري دونالد ترامب يهدد بعدم الظهور في مناظرة يوم الخميس لأن الإعلامية «ميجين كيلي»، كما يقول، منحازة. والسيناتور الجمهوري تيد كروز (تكساس) يتذمر لأن «المؤسسة» (التي تضم أشخاصاً حاصلين على درجتين علميتين من رابطة اللبلاب وهي رابطة رياضية تجمع ثماني من أشهر وأقدم الجامعات الأميركية) متحدة ضده! تقول اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري إن مجلة «ناشيونال ريفيو» لا يمكنها الاشتراك في المناظرة لأنها تطلب من قرائها عدم التصويت لمصلحة ترامب. ويشكو مذيعو البرامج الحوارية الإذاعية باستمرار من أن «الحزب» أو «العالمين ببواطن الأمور» فرضوا المرشحين الرئاسيين في عامي 2008 و2012 وهما السيناتور الجمهوري جون ماكين وميت رومني على الناخبين الجمهوريين. إن الأصوات الكارهة للأجانب في اليمين تلقي باللوم على المهاجرين، حتى وإن كانوا الآن «لا يتدفقون عبر الحدود»، كونهم السبب في المشاكل الاقتصادية التي تنتج عن مجموعة من العوامل، من بينها العولمة، والمدارس الأميركية دون المستوى، والخيارات السياسية السيئة. حتى مع شبكة «فوكس نيوز»، والمطبوعات المحافظة والمنشورات على الإنترنت والبرامج الحوارية الإذاعية، يشكو اليمين من وسائل الإعلام أكثر من أي شيء آخر. نعلم جميعاً أن الغضب والشكوى والاستياء تجذب الجماهير. ومن المفارقات أن الكثيرين من اليمين انتقدوا أوباما لإلقائه اللوم على بوش ووسائل الإعلام في أخطائه الخاصة، واصطدم بهيلاري لأنها ألقت باللوم على «مؤامرة يمينية كبرى» في سلوكها الخاص! لا عجب أن الشخصيات العامة التي تتحاشى الشكاوى، تهتم بأعمالها وتقدم أفكارهم بمرح، كما يبرز الآن رئيس مجلس النواب بول ريان الذي تعهد بنسيان الماضي والبدء من جديد. جنيفر روبين: كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»