واقعتان حدثتا أثناء حكم «مرسي» المعزول ممثل جماعة «الإخوان» في مصر. الأولى تمثلت في قيام مجموعة من الإرهابيين باختطاف عدد من جنود الشرطة المصرية في سيناء وكان الأمر الملفت للنظر تصريح أدلى به مرسي قال فيه إنه أعطى تعليماته ببذل الجهود للإفراج عن الجنود المختطفين مع الحفاظ على سلامة الخاطفين والمختطفين على حد سواء. لقد انشغل الرأي العام بتحليل هذا التصريح وتساءل الناس: هل من المألوف في أي دولة أو في أي قانون أن يلتزم رئيس السلطة التنفيذية بضمان سلامة الخارجين على القانون الذين يقومون بارتكاب جرائم في حق المجتمع والدولة؟ لقد انتهى معظم من ناقشوا هذا التصريح من الكتاب في الصحف ومن المشاركين في وسائل التواصل الاجتماعي من المصريين إلى وضع علامة استفهام كبرى حول ذلك الموقف من الخاطفين، خصوصاً أن مصدراً رئاسياً أعلن أن مرسي قد أوفد وسيطاً من السلفيين المتصلين بالخاطفين للقيام بدور الوساطة. جاءت الحادثة الثانية عندما كنت أحضر مؤتمراً علمياً جامعياً عن سيناء وضرورات التنمية فيها، حيث فجر أحد المشاركين وهو من رجال المخابرات المصرية السابقين قنبلة عندما قال: إن الرئيس مرسي قد سمح لعدة آلاف من العناصر الإرهابية المصرية وغير المصرية الذين كانوا مقيمين في أفغانستان وغيرها بالدخول إلى الأراضي الوطنية من مطار القاهرة وأنه أعطى تعليمات صريحة لسلطات المطار بعدم اعتراضهم وتمكينهم من الدخول. وأضاف المتحدث قائلاً: إن عملية وصول أمثال هؤلاء متواصلة وأن حافلات خاصة تنتظرهم بالمطار لتقلهم إلى سيناء حيث يقيمون في قواعد خاصة أعدت لهم من جانب تنظيم «الإخوان». لقد طرحنا على المتحدث سؤالاً يقول: وما مصلحة «الإخوان» في هذا الأمر وهم في سدة الحكم؟ فأجاب بأن المعلومات المتوفرة توحي بأن هدف «الإخوان» هو إنشاء ميليشيا خاصة بهم تأتمر بأوامرهم ليحركوها ضد الجيش والشرطة في حالة عدم إطاعة قادة الجيش والشرطة لأوامرهم المنافية للمصالح الوطنية. عندما ربطنا بين هذه المعلومات وبين تصريح مرسي حول ضمان سلامة خاطفي الجنود، انكشفت أمامنا آفاق مخطط إرهابي كبير يقوم على تنفيذه رئيس الجمهورية الإخواني حيث يحضِّر قوات لتعمل ضد الأجهزة الوطنية للدولة. عندما تم عزل مرسي بإرادة عشرات الملايين من المصريين الذين خرجوا إلى الميادين في 30 يونيو معلنين رفضهم استمرار حكم «الإخوان» جاءنا برهان علني جديد يؤكد صحة ما سبق وسمعنا عن مسؤولية جماعة «الإخوان» عن إنشاء قواعد للإرهابيين في سيناء. ذلك أن المجموعات الإرهابية في سيناء شرعت في القيام بهجمات وحشية على قوات الشرطة ومقارها هناك وكانت كثافة هذه الهجمات وارتباطها بعزل الرئيس الإخواني برهاناً بحد ذاته على أن «الإخوان» هم الذين جهزوا المجموعات الإرهابية وزودوها بكل ما يلزمها لتتحرك في اللحظة المناسبة. فضلاً عن ذلك جاء البرهان القاطع على صحة هذا التصور على لسان البلتاجي عضو مكتب إرشاد جماعة «الإخوان» وهو يقود المتظاهرين «الإخوان» في ميدان رابعة العدوية احتجاجاً على عزل مرسي، حيث قال أمام كاميرات التلفزيون بصراحة كاشفة: إذا أردتم أن يتوقف كل ما يحدث في سيناء من أعمال عنف فعليكم أن تعيدوا الرئيس مرسي إلي مقعد الرئاسة. لقد قطع البلتاجي بتصريحه هذا بمسؤولية جماعته عن الإرهاب.