يبدو أن أكثر الموضوعات المثيرة للصخب في السباق على ترشيح الحزب «الجمهوري» للرئاسة الأميركية في الوقت الراهن هو لماذا، أو ربما ما إذا كان، بعض القوى الفاعلة في الحزب قد توصلوا إلى نتيجة أنه على رغم أن الملياردير «دونالد ترامب» سيكون مرشحاً سيئاً، لكنه أفضل من «تيد كروز» عضو مجلس «الشيوخ» عن ولاية تكساس؟ والمجموعة التي نتحدث عنها تشكل جزءاً من «الحزب الجمهوري». ومن بين السياسيين والمتخصصين في الإدارة والحملات الانتخابية والمتبرعين والنشطاء والمسؤولين الرسميين والعاملين في الحزب وجماعات المصالح ووسائل الإعلام المنحازة لـ «الجمهوريين»، يبدو أن هذه المجموعة مؤلفة من أشخاص ينتمون إلى كل هؤلاء، من الذين لطالما عارضوا حزب الشاي والمرشحين المتمردين، والشخصيات المؤثرة التي تتخذ من واشنطن مقراً لها. وربما أن الأمر شخصي بالنسبة لهذه المجموعة، إذ يكن بعض المسؤولين في الحزب الجمهوري مشاعر كراهية تجاه «كروز»، خاصة زملائه في مجلس «الشيوخ»، ولا يمكنهم التغاضي عن ذلك. وربما أن معارضتهم له تكتيكية، فهؤلاء المسؤولون في الحزب يتصورون أن الرهان الأفضل لهزيمة كلا المرشحين غير المرغوب فيهما هو عرقلة «كروز» في الانتخابات التمهيدية في آيوا، الأمر الذين يمهد الطريق أمام منافسة مباشرة بين «ترامب» ومرشح آخر يمكنهم تقبله. بيد أن هذه استراتيجية خطرة، فماذا لو فاز «ترامب» في أيوا، ولم يتوقف بعد ذلك عن الفوز؟ وربما يعكس ذلك رغبة غير انفعالية ولكنها مباشرة من قبل بعض «الجمهوريين» في واشنطن للحفاظ على «نصيبهم من الكعكة»، فعلى النقيض من «كروز»، لا يوجد لدى «ترامب» جيش من الأنصار الأيديولوجيين يعملون معه. وبالتالي سيحتاج «الرئيس ترامب» مستشارين وصناع سياسة، وسيسعى الحزب «الجمهوري» بالطبع لأن يوفرهم له. وإذا كان الأمر كذلك، فربما أن هناك فرصة لإثبات خطأهم الفادح. ففي حين أن «كروز» قد يجمد عمل بعض «الجمهوريين التقليديين»، لكنه في النهاية يظهر بوضوح رغبته في تفعيل السياسات المحافظة، وهو ما يعني ترسيخ علاقات طيبة مع بقية الحزب «الجمهوري». أما بالنسبة لـ «ترامب» فهو شخصية غير متوقعة تماماً، وربما سيتعين عليه استقطاب أشخاص، ولكن لماذا سيذهب إلى المشتبه بهم عادة؟ جوناثان بيرنشتاين: محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»