لا تألو دولة الإمارات العربية المتحدة جهداً في سبيل تحقيق أمن وسلامة واستقرار المجتمع بكل فئاته، ولعل من الفئات التي تحرص الدولة على الاهتمام بها هي فئة الأطفال وصغار السن، وذلك أولاً، لهشاشة هذه الفئة وإمكانية تعرضها للمخاطر والتحديات التي تفوق قدرتهم على التعامل معها، لانعدام خبرتها وكونها في طور النمو والتكوين البدني والمعرفي، وثانياً، لأنها تمثل جيل المستقبل وأمل هذا الوطن، وتوفير الحماية له يعد من أهم أسس بناء جيل يحمل الراية ويتابع مسيرة التنمية والتطور بثقة وحماس وخطى ثابتة. لذلك تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على توظيف كل الإمكانات المتاحة، المادية والفكرية التي تساعد على توفير سبل الراحة لهذه الفئة المهمة، وفي هذا الإطار تبذل وزارة الداخلية جهوداً حثيثة، فقد قامت مؤخراً بإطلاق مشروع برنامج حكومي ذكي تحت اسم «سوار حمايتي»، ولعل الاسم يعبر عن سياق وطبيعة وهدف هذا المشروع، فهو يأتي في سياق دعم وزارة الداخلية وعلى رأسها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، للابتكار والإبداع، وتوظيف التقنيات والأجهزة الذكية الحديثة من أجل تقديم الخدمات الحكومية الذكية. كما يُظهر المشروع، مع مشاريع برامج أخرى، درجة تفاعل الوزارة والقائمين عليها مع توجهات الحكومة الذكية لتعزيز الأمن المجتمعي. فالمشروع يعزز المفاهيم الأمنية الذكية لحماية ورعاية الأطفال وصغار السن، الذين تتراوح أعمارهم بين أربع سنوات و16 سنة، بأسلوب إبداعي مبتكر وآمن، حيث يعد «سوار حمايتي» من التقنيات التي توفر حلولاً مبتكرة في تقديم الخدمات الحكومية المتميزة ورفع رضا المتعاملين مع الوزارة، وبالتأكيد مع مختلف أجهزة الدولة، وقد تم تصميمه وفقاً للمواصفات الفنية والوظيفية التي حددت من قبل مختصين وذوي خبرة واسعة في مجال برنامج الحكومة الذكية في وزارة الداخلية، كما يعد السوار وسيلة فعالة في تتبع الطفل الذي يرتديه، وتحديد مكانه، وتلبية ندائه في حال طلب المساعدة والاستغاثة من خلال آلية معينة يحتويها السوار، وسيمكن السوار أولياء الأمور من التعرف على أماكن وجود أبنائهم بأقصى سرعة ممكنة، إضافة إلى خصائص مهمة أخرى تشمل رصد نبض الطفل واستشعار الجو المحيط به وأي محاولة لنزع السوار من يده بالقوة. ومن الأمور الجديرة بالإشارة بالنسبة إلى أهمية السوار هو أنه في الحقيقة يواكب السياسات التعليمية في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تمنع استخدام الهواتف المتحركة خلال أوقات الدراسة، ما ينعكس إيجابياً على وضع الطالب وتركيزه واهتمامه داخل الفصول التعليمية والتدريبية. إن مشروع «سوار حمايتي» الذي يضاف إلى الكثير من البرامج والمشروعات الذكية التي تنفذها دولة الإمارات العربية المتحدة، بمؤسساتها وأجهزتها المختلفة، يشير إلى مدى الاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة (حفظه الله)، لأمن واستقرار الوطن والمواطن، وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، لتكون الإمارات أكثر دول العالم أمناً. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية