أدركنا أن «تيد كروز» العضو «الجمهوري» بمجلس الشيوخ عن ولاية تكساس، والمرشح الرئاسي مصاب بحالة من الاضطراب، فهو خائف من أن يخسر الانتخابات التمهيدية في ولاية آيوا. ولا يعرف كيف يتعامل مع منافسه «دونالد ترامب»، ولكنه متأكد من أن النقاشات المحرجة لن تجدي نفعاً. وكان آخر هذه النقاشات التي أثارها قوله: «في الوقت الراهن تتخلى المؤسسة (الجمهورية) في واشنطن عن السيناتور ماركو روبيو، فتقديراتهم تشي بأن ماركو لن يتمكن من الفوز بهذا السباق، ومن ثم تتجه المؤسسة إلى مساندة دونالد ترامب». ودعونا الآن نستوضح كيف أن مثل هذه التصريحات والنقاشات لا تجدي نفعاً. بداية، بعد قضاء شهور في إبداء الاحترام الشديد لـ«ترامب»، كيف يمكن أن يزعم «كروز» الآن أن «ترامب» هو المرشح الأوفر حظاً للمؤسسة؟ ربما أن «كروز» ليس حَكماً جيداً، وربما أنه كان ساذجاً. وعلى أية حال، يذكرنا ذلك بمدى خنوع «كروز» في تملقه لـ«ترامب». ثانياً، لا يكترس أحد، فمن المفترض أن الناخبين يفضلون «كروز» أكثر لأن الأشخاص الذين لا تحبهم (المؤسسة) تحولوا من خصم إلى آخر؟ بيد أن ذلك يتحدى المنطق. ثالثاً: إذا كانت «المؤسسة» تخلت عن «روبيو»، فربما أن الناخبين المناهضين للمؤسسة أصبحوا يحبذونه بدرجة أكبر، أو شيئاً من هذا القبيل. رابعاً: إن الأمر لا يتعلق بالناخبين، ففي حين أن «كروز» يفكر في بعض المكائد الغريبة بين المتبرعين من «المؤسسة الجمهورية»، يمكن للناخبين أن يدركوا أنه لا يركز عليهم. وأنه لن يفعل لهم شيئاً، لا سيما أنه قضى معظم الوقت يتحدث عن من يقاتل من، ومن مع من. ويبدو الأمر وكأنه منافسة بين طلاب في المدرسة الثانوية وليس سباقاً رئاسياً. خامساً: يهين «كروز» مشجعيه في أحاديثه الإذاعية بقوله «إن هؤلاء الشعبيين يؤيدون ترامب، في محاولة للنيل من المؤسسة. فهل مستمعو أحاديثه الإذعاية مثقفون أم سذج؟». وأخيراً، يحب كروز أن يكون الشهيد الوحيد، والرجل الذي يتحدى «كارتل واشنطن»، بيد أن ذلك يذكر الناخبين بمدى البغضاء تجاه «كروز» لدى زملائه، ومن ينبغي أن يتعاون معهم كرئيس. جنيفر روبين: كاتبة أميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»