تهدف السياسة الخارجية لأي دولة إلى خدمة مصالحها الوطنية، وتلجأ الدول عادة في سبيل تحقيق هذا إلى أدوات متعددة دبلوماسية وسياسية واقتصادية، وعسكرية أحياناً. ولا تتحقق المصالح بشكل مستدام ما لم تكن السياسة الخارجية للدولة متوازنة، بحيث تراعي مبادئ العلاقات الدولية والقانون الدولي، وتتحلى بالفعالية اللازمة في تفاعلاتها الخارجية بشقيها الثنائي والجماعي، وبما لا يمس حقوق ومصالح الدول والشعوب الأخرى. وقد قامت السياسة الخارجية الإماراتية منذ عهد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على مبادئ الاحترام المتبادل والتعاون المشترك، وهي من المبادئ الأساسية التي تقوم عليها أيضاً منظمة الأمم المتحدة. وفي هذا السياق جاء تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، «أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تحرص دائماً على أن تكون علاقاتها بالدول قائمة على أسس راسخة من التعاون المشترك والصداقة والاحترام المتبادل بما يحقق علاقات فاعلة ومتوازنة مع مختلف بلدان العالم». وقد نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في بناء علاقاتها الخارجية على أسس تضمن تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، وتخدم مصالحها في المجالات المختلفة من دون إضرار بمصالح الدول الأخرى، فحافظت في علاقاتها الثنائية مع الدول الشقيقة والصديقة، وفق مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم الاعتداء. كما أنها عززت علاقاتها الاقتصادية وتبادلاتها التجارية مع شركائها التجاريين، ووسعت من تعاونها في مجالات حيوية أخرى من بينها التعليم والثقافة. وهذه السياسة أثمرت الكثير، حيث تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات ثنائية مميزة مع مختلف دول العالم، وهي تعتبر من أكثر دول العالم انفتاحاً وتمتعاً بعلاقات ثنائية سويّة مع دول العالم الأخرى، موزعة على مناطق العالم وقاراته كافة، ويمثل دورها المتصاعد على المستوى الدولي، ووجودها المؤثر في المحافل الدولية كافة، وعضويتها ومشاركتها في المنظمات الدولية، ودورها المؤثر في منظومة اتخاذ القرار العالمي، وكذلك تمكنها من حيازة الثقة العالمية والتربع على قمة التصنيف العالمي في العديد من المؤشرات التنموية، بل ووجودها المؤثر على خريطة دعم جهود التنمية العالمية، عبر قيامها بتقديم المنح والمساعدات الإنسانية والإنمائية، وتربعها على قمة الترتيب العالمي في هذا الصدد، كل ذلك يمثل دليل تأكيد على أن سياستها الخارجية سياسة فاعلة وقادرة على تحقيق الأهداف المنشودة منها. إن السياسة الخارجية التي وضع أسسها المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لدى تأسيسه دولة الاتحاد، وما زالت تتبعها الدولة وتلتزم بمبادئها في ظل القيادة الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وستظل أيضاً على عهدها ملتزمة بها، ولاسيما في ظل دبلوماسيتها النشطة التي يشرف عليها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، والفريق الوطني المتميز من الدبلوماسيين، ستظل من دون شك أداة وطريقاً نحو المزيد من الارتقاء كدولة ذات وجود مؤثر في الساحة الدولية. ـ ـ ــ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.