كلما سمعت الناس يقولون إنهم يريدون «تغيير العالم»، أصيبوا بالريبة، هل يريدون تغييره للأحسن أم للأسوأ؟ إذا كان للأحسن، ما الذي يجعلهم يعتقدون أنهم يعرفون ما يكفي للقيام بذلك؟ ألا يكون من الأكثر واقعية وأقل غطرسة أن يحاولوا تغيير شركاتهم أو أحيائهم - أو مجرد أنفسهم؟ هناك كتب ودورات تثقيفية ومؤتمرات حول كيفية القيام بذلك. وهناك أيضاً فيلم وثائقي جديد بعنوان «كيف يمكن تغيير العالم»، وأغنية ليست جديدة للمغني إيريك كلابتون بعنوان «غير العالم». وفي سياق متصل، وفي الوقت المناسب، فإن المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يعقد في دافوس بسويسرا هذا الأسبوع يخبرنا إنه «ملتزم بتحسين وضع العالم». ويبدو تغيير العالم إنه الأكثر شعبية، رغم ذلك، في وحول وادي السيليكون. وقد أجرت «يوليا تشيرنوفا» من صحيفة «وول ستريت جورنال» تحليلاً لموقع «لينكدإن» (أكبر شبكة للمحترفين في العالم) ووجدت أن «تغيير العالم» سيظهر على الأرجح في منطقة خليج سان فرانسيسكو أكثر من أي منطقة أخرى. «هنا، الهدف هو تغيير العالم»، بحسب ما ذكر المؤسس المشارك للموقع «ريد هوفمان». وأعلن «جوستين روزينشتاين» من نفس الموقع في عام 2012: «لدينا قدرة أكثر على تغيير العالم اليوم أكثر من الملوك والرؤساء قبل خمسين عاماً». هناك الكثير للسخرية منه في هذه التصريحات، ومع ذلك، كنت قادراً على إيجادها وغيرها من المعلومات في دقائق قليلة بفضل الشبكة العالمية ومحرك البحث جوجل، لم يكن أي من هذا موجوداً عندما بدأت عملي كصحفي، لقد تغير هذا الجانب من عالمي. وبعبارة أخرى، فإن وسيلة جمع المعلومات قد تحولت، في مطلع تسعينيات القرن الـ 20، كان أي صحفي يريد الكتابة عن موضوع مثل هذا يتعين عليه البحث في قاعدة بيانات وسائل الإعلام الممتدة مثل نيكسيس أو بروكويست والبحث في المقابلات والأقوال التي تم جمعها عبر الزمن من الصحف والمجلات والكتب، كان هذا هو الوضع الراهن، ولا أتذكر أي شخص كان يطالب بتغيير ذلك. والآن، رغم ذلك، هناك وسيلة جديدة لجمع المعلومات يكون فيها البحث في الإنترنت هو الخطوة الأولى. وهذه الوسيلة ليست دائماً هي الأفضل، لكنها بالتأكيد الأكثر كفاءة، لم يكن هناك سبيل لكتابة عمود يومي مثل هذا قبل عصر الإنترنت، لقد خطرت لي فكرة تحويل الوسيلة من كتاب جديد بعنوان «الوصول لما وراء الأفضل» حول المشاريع الاجتماعية للمؤلفين «روجر مارتن» و«سالي أوسبيرج». إن تحول الوسيلة هو تعريفهما لريادة الأعمال «إن رجال الأعمال يأخذون الوسائل ويجعلونها أفضل»، بحسب ما يقول مارتن. وهناك أيضاً أصداء لهذه الفكرة في الأدبيات الاقتصادية حول نمو الإنتاجية، إن الإنتاجية تحقق قفزات كبيرة، وذلك بدوره يرفع مستويات المعيشة، عندما تتيح التكنولوجيات الجديدة وسائل أفضل لترتيب حياتنا الاقتصادية، هذه الترتيبات الجديدة والأكثر إنتاجاً تميل لأن تكون مبتكرة من قبل الشركات الناشئة، ليس هذا هو كل ما في الأمر - لقد كان «كريستوفر ميمز» محقاً عندما ذكر في «وول ستريت جورنال» هذا الأسبوع أن البنية التحتية العامة الجديدة غالباً ما تكون ضرورية أيضاً، لكن الشركات الناشئة، من وادي السيليكون وأماكن أخرى، في الواقع تغير العالم، وبعضها حتى يجعله أكثر ثراء، وربما أفضل. _ __ _ __ _ _ __ جوستين فوكس _ __ __ _ __ _ _ __ محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»