كتب الرئيس الأميركي الأسبق «بنيامين فرانكلين» ذات مرة أن هناك حقيقتين مؤكدتين هما: «الموت والضرائب». ويبدو أن هناك حقيقة ثالثة هي: أن مرشحي الرئاسة الأميركية عادة ما يقدمون وعوداً لا يمكنهم تحقيقها بشأ الضرائب، وإذا ما انتخبوا يدفعون الثمن. وربما يكون الإفراط في الوعود أكثر فجاجة في السباق الرئاسي لعام 2016 من أي وقت مضى، رغم أنه تم تجاوز الضرائب في مناظرة المرشحين الجمهوريين الأسبوع الماضي. ويقول دونالد ترامب: إن خطته بشأن الضرائب، والتي تتضمن تخفيضات ضخمة في النسب والمبالغ التي تدفع على الدخل الاستثماري، تركز على جموع الطبقة العاملة، وتربطها بأصحاب المليارات مثله شخصياً. بيد أن تحليلاً حديثاً أجراه مركز السياسات الضريبية أظهر العكس تماماً، موضحاً أن خطة ترامب ستكلف وزارة الخزانة الأميركية 9.5 تريليون دولار خلال العقد الأول، وما يربو على 25 تريليوناً على مدار عشرين عاماً. وإلى ذلك ستفيد التخفيضات الضريبية بالأساس الأثرياء، و40? من هذه التخفيضات تصب في مصلحة الـ1? الأثرياء، أما فاحشو الثراء الذين يشكلون عُشر الـ1?، فسيحصلون على متوسط 1.3 مليون دولار كتخفيضات ضريبية سنوية. وبالمقارنة، سيحصل الأكثر فقراً على متوسط تخفيض ضريبي قدره 130 دولار أو دولار واحد مقابل كل ألف مما سيحصل عليه الأكثر ثراءً. وحلل المركز أيضاً مقترح جيب بوش، الذي سيكلف الخزانة الأميركية 6.8 تريليون دولار في العقد الأول، لكنه وإن كان أقل من مقترح ترامب، فإنه يبدو مماثلاً من حيث تأثيرات التوزيع. ووجد أن كبار دافعي الضرائب سيحصلون على الفائدة الأكبر، إذ سيحصل الـ1? الأكثر ثراءً على متوسط 167.325 دولار كتخفيضات ضريبية سنوية. وخطط بوش وترامب من شأنها «تحسين حوافز العمل والتوفير والاستثمار»، حسبما أفاد المركز، بيد أنه أشار إلى أن هذه المكاسب ستتآكل جزئياً بسبب زيادة الدَّين القومي. ---------------------- *محلل سياسي أميركي ------------------ يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»