كان التعليم واحداً من مقاييس التنمية والانتعاش في أفغانستان. وعلاوة على كونه ضرورياً من الناحية الاقتصادية، فإن الزيادة في الالتحاق بالمدارس في جميع مستويات التعليم تشير إلى درجة من الاستقرار المجتمعي ظلت غائبة عن المنطقة لأكثر من عقد من الزمان. وقد كان قطاع التعليم هدفاً رئيسياً لتقديم المساعدات وتوجيه الانتقاد. ووفقاً لمنظمة اليونيسيف، فإن 40% من أطفال أفغانستان غير ملتحقين بالمدارس. وعلى الصعيد العالمي، من بين ما يقدر بنحو 109.2 مليون طفل (تتراوح أعمارهم بين 6– 15 عاما) يعيشون في مناطق الصراع، فإن ما يقرب من 24 مليون محرومون من المدارس. ومن جانبه، ذكر رئيس قسم التعليم باليونيسيف «جو بورن» في مؤتمر صحفي «إن الأطفال الذين يعيشون في الدول المتضررة بالصراعات فقدوا ديارهم وأفراد أسرهم وأصدقاءهم وسلامتهم وحياتهم الطبيعية، وحرموا من تعلم أبسط مهارات القراءة والكتابة ليواجهوا خطر فقدان مستقبلهم وفرص المساهمة في مجتمعاتهم واقتصاداتهم عندما يكبرون». وهناك دول لديها معدلات أعلى من الأطفال المحرومين من التعليم (51% في جنوب السودان و47% في النيجر و41% في السودان) ولكن أيا منها أنفقت فيها الولايات المتحدة ما يقرب من عدة مليارات من المساعدات. وعلى الرغم من أن منظمة يونيسيف تقول: إن التعليم هو واحد من أقل القطاعات التي تتلقى تمويلا في النداءات الإنسانية، إلا أنه في أفغانستان تم إنفاق مبالغ كبيرة على مبادرات التعليم (بالرغم من أن هذه تتضاءل بالمقارنة بتكاليف الحرب). وقد وصفت وكالات المعونة التعليم بأنه مجال الانجازات الكبيرة في أفغانستان. ويشير موقع هيئة المعونة الأميركية إلى أنه في عام 2002، كان هناك ما يقرب من 900 ألف صبي في المدارس- وكانت الفتيات والنساء مستبعدات إلى حد كبير. «واليوم، هناك أكثر من 8 مليون طالب مسجلين في المدارس، من بينهم أكثر من 2.5 مليون فتاة». وفي حين أن تلك الأرقام تشير إلى الإنجاز الهائل، إلا أن المفتش العام الخاص بإعمار أفغانستان شكك العام الماضي في دقة بيانات هيئة المعونة الأميركية. وفي شهر مايو، ألقى المفتش «جون سوبكو» بخطاب حول الصعوبات التي تواجه تقييم البيانات وأهمية التفريق بين الواقع والخيال فيما يتعلق بجهود الإعمار التي تبذلها الولايات المتحدة في أفغانستان. كاثرين بوتز كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفيس»