في الوقت الذي تحاول إيران أن تدق طبول الحرب ضد المملكة العربية السعودية، ويطلق مسؤولوها تصريحات نارية غير مسؤولة، جاء رد العرب على إيران واضحاً وصريحاً. الأول: في بيان الجامعة العربية الذي أصدرته في ختام اجتماعها الطارئ بالقاهرة، والذي أكد وقوف جميع الدول العربية قلباً وقالباً مع المملكة العربية السعودية في مواجهة الاعتداءات والاستفزازات الإيرانية، مشيداً بجهودها في مكافحة الإرهاب واقتلاعه من جذوره ودورها الكبير في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، ومطالباً إيران بإنهاء احتلالها للجزر الإماراتية (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، وبالكف عن بث الفتنة الطائفية وعن دعم التنظيمات الإرهابية المتطرفة وعن التحريض على زعزعة الأمن والاستقرار في العالم العربي، وبالتوقف عن التدخل في الأزمة السورية وفي الشأن اليمني. وإلى ذلك فقد حذّر البيان من أن الدول العربية ستتخذ المزيد من الإجراءات في مواجهة الاستفزازات والاعتداءات والتدخلات الإيرانية. الثاني: في بيان المجلس الوزاري الخليجي في اجتماعه الاستثنائي بالرياض، والذي أكد هو الآخر وقوف دول المجلس صفاً واحداً مع المملكة العربية السعودية وتأييدها للقرارات والإجراءات التي اتخذتها لمحاربة الإرهاب، موضحاً في هذا الخصوص أن دول المجلس ستضع آلية فعالة لمواجهة التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة العربية. هذا، ويحمل الرد العربي في داخله أمرين: الأول: يقول لإيران إن الدول العربية قادرة ولديها القوّة على لجم تدخلات النظام الإيراني في شؤونها الداخلية، ووقف استفزازاته واعتداءاته المستمرة، وأن فتح هذا الباب لن يكون في صالح النظام الإيراني. الثاني: أنه على إيران أن تسلك طريق العقل، أي نهج الدول المتحضرة والمسالمة، وتعمل مع جيرانها على استقرار المنطقة وتنميتها، وتجعل مصلحة شعبها وشعوب المنطقة فوق كل اعتبار. وإيران، كما هو معروف عنها منذ بداية الثورة الخمينية، دولة صدامية تتبنى أهدافا غير ثابتة وتشكل باستمرار تهديداً لمصالح دول المنطقة، وقد صنفت كدولة راعية للإرهاب منذ عام 1984، ولديها طموحات توسعية تحاول دعمها بالحصول على السلاح النووي، وهي دولة تسعى لإشعال المنطقة من خلال الخلافات المذهبية وعبر العمل على تنفيذ أجندة المخططات الهادفة لتقسيم المنطقة العربية. لذلك فقد حذر تقرير الحكومة الأميركية من خطر السياسة الإيرنية، إذ يقول إن إيران هي الدولة الوحيدة التي تستخدم المجموعات الإرهابية، إلى جانب العناصر المحلية، من أجل تدمير وتخريب الدول، وخلق حالة من التوتر في منطقتها عبر تأجيج الكراهية الطائفية. وتعتمد إيران في سياستها أسلوب الكذب والخداع والنفاق، وهي سياسة معروفة لدى جميع من يتعامل مع إيران، لذلك لم تعد لطهران أي مصداقية مهما حاول مسؤولوها تبرير سلوكها المتطرف والمسيء للآخرين، وأقرب مثال على ذلك ما قاله خامنئي حول ما حدث للسفارة السعودية في طهران من «أنه مجرد تغلغل عناصر وأشخاص جهلة، وأن هؤلاء ارتكبوا فقط جنحة وتجب معاقبتهم»! إنه الخداع والاستغفال الذين تمارسهما السياسة الإيرانية ضد عقول الناس، رغم إدراك المرشد ما يقوله العرف الدبلوماسي من أن الدول المستضيفة لسفراء أجانب إما أن تضمن لهم أعلى درجات الحماية أو تدعوهم لمغادرة أراضيها، هذه هي المواثيق والأعراف الدولية في معاملة البعثات الدبلوماسية للدول الأخرى، لكن حكم الملالي الذي أدمن مثل هذه التصرفات وجعلها جزءاً من ثورته وثقافته، أصبح يعتمد سياسة الغاب التي تعتمدها العصابات الإرهابية المعروفة.