امتحان ليبرالية أوروبا.. وحبل نجاة كوريا الشمالية إعداد: محمد وقيف «ذا جارديان» ضمن افتتاحية عددها ليوم الجمعة، أعلنت صحيفة «ذا جارديان» عن تمكنها من جمع ما يناهز 2.5 مليون جنيه إسترليني من التبرعات حتى الآن، استجابةً للنداء الذي كانت قد أطلقته من أجل دعم المنظمات الإنسانية التي تساعد اللاجئين، معبّرةً عن امتنانها وشكرها لكل من ساهم في هذه المبادرة الإنسانية. وقالت إن هذا هو الوجه المشرق لرد الفعل العالمي على هذه الموجة غير المسبوقة من اللاجئين، لكنها لفتت إلى أنه في مقابل هذا الجود والسخاء، هناك وجه آخر يتمثل في مشاعر الخوف والقلق المتنامية في أوروبا. وفي هذا السياق، اعتبرت الصحيفة أن الرد في ألمانيا على الاعتداءات التي تعرضت لها نساء في مدينة كولن ومدن ألمانية أخرى في ليلة رأس السنة من قبل مجموعات من الرجال، يبدو أن معظمهم ينحدرون من إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط، أمر يمكن تفهمه، منتقدةً في الوقت نفسه الأشخاص والحركات التي سعت في ألمانيا وبقية أوروبا لاستغلال هذه الأحداث خدمةً لأجندتها الأيديولوجية الخاصة عبر تحميل كل المسلمين مسؤولية ما فعلته قلة منهم، ورأت أن الخوف من تدفق اللاجئين على هذا النطاق ليس ثقافياً فقط، وأن ثمة أسباباً قوية تستوجب الانتباه للتداعيات الأمنية لقدوم آلاف الشباب، أغلبيتهم العظمى من الرجال الذين تعرضت أعداد كبيرة منهم لدعاية تنظيم «داعش» الإرهابي. وأردفت قائلة: إن على السياسيين ألا يقللوا من شأن التحدي الذي يطرحه هذا التدفق الكبير للاجئين على أوروبا، ولا من شأن الاختبار الذي يطرحه بالنسبة للتقاليد الليبرالية التي تميز أوروبا. لكن الصحيفة تشدد على أن التصرف بما ينافي القيم الليبرالية لم يكن أبداً الطريقة الصحيحة والسليمة للدفاع عن الليبرالية، وأن فكرة «أوروبا القلعة» ليست سوى سراب، ليس فقط لأنه من المستحيل جغرافياً إقامة سياج لعزل القارة، ولكن أيضاً لأن محاولة انتهاج هذا المسلك غير مقبولة أخلاقياً، إلا أنها ترى في الوقت نفسه أنه لابد من الاعتراف بقلق الجمهور وتفهمه، على غرار ما تحاول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فعله حالياً، معتبرةً أن الأمر يتعلق بـ«اختبار غير مسبوق لقدرة أوروبا على الزعامة». «ذي إيكونوميست» مجلة «ذي إيكونوميست» علّقت ضمن عددها لهذا الأسبوع على إعلان كوريا الشمالية في السادس من يناير عن إجراء تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية قالت إنها تمثل «تذكيراً للجميع بالتقدم الذي حققته ثلاثة أجيال من عائلة كيم بخصوص توسيع قدراتهم النووية، رغم الجهود الخارجية لكبحها». المجلة لفتت إلى ما أعلنته كوريا الجنوبية هذا الأسبوع من أن «الشمال» أجرى تجربة مماثلة على صاروخ باليستي يطلق من الغواصات في ديسمبر الماضي، لتذهب إلى أنه إذا كانت هذه التطورات الأخيرة لا تطرح تهديداً مباشراً بالنسبة للعالم الخارجي، على اعتبار أن كوريا الشمالية لم تتمكن بعد من تصغير حجم أسلحتها النووية حتى يصبح بالإمكان تحميلها على متن صواريخ، فإن المؤشرات تشير إلى أن قدراتها ما فتئت تزداد وتتطور بسرعة أكبر مما كان يتوقعه المراقبون الأجانب. وترى المجلة أن البلد الذي يستطيع لعب دور مهم أكثر من غيره لحمل كوريا الشمالية على تغيير سلوكها المستفز هو جارها الكبير وصديقها المفترض، في إشارة إلى الصين، وذلك على اعتبار أن البنوك الصينية هي القناة الرئيسية بالنسبة للأموال التي تصل كوريا الشمالية، كما أن الصين لا تكاد تفعل شيئاً لوقف انتقال تدفق التكنولوجيا النووية بين دول مارقة وكوريا الشمالية، كما تقول. وقالت المجلة أيضاً: إن تأثير الصين على جارتها المعزولة يتم تضخيمه والمبالغة في وصفه أحياناً، بيد أنها شددت على أن بكين تمثل حقاً حبل النجاة بالنسبة لكوريا الشمالية؛ لأنها توفر لنظامها المساعدة والتجارة، مضيفةً أن الصين يمكنها استعمال مليارات المساعدات والتجارة المدعومة التي تمنحها لكوريا الشمالية للضغط على الدكتاتور الشاب حتى يقبل بالإصلاح. «فاينانشال تايمز» صحيفة «فاينانشال تايمز» أفردت افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء لدحض بعض من الحجج والمقولات التي يستعملها معسكر المؤيدين لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من أجل إقناع الرأي العام بسداد ووجاهة ما يدعون إليه. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن حقيقة كون الأغلبية الساحقة من مديري الشركات ورجال الأعمال البريطانيين يريدون البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي إنما يُبرز الإمكانيات المتاحة بالنسبة لمن يدعون لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء المقبل، مضيفة أن على دعاة الانسحاب أن يُقنعوا الناخبين البريطانيين - الذين ينظرون إلى الأمور نظرة واقعية وبراجماتية بعيداً عن السياسة والمبادئ - بأنه يمكن الحفاظ على المزايا الاقتصادية الحالية للسوق الأوروبية الموحدة بعد التخلي عن الجوانب السياسية التي تأتي مع عضوية الاتحاد الأوروبي. الصحيفة تقول إن بعض المدافعين عن انسحاب بريطانيا من الاتحاد يرون أنه بإمكان بريطانيا أن تحافظ على علاقات تجارية مع الاتحاد بعد مغادرته عبر توقيعها اتفاقية تجارية ثنائية، وإن من شأن «اتفاقية تجارة حرة»، مثلاً، أن تتيح لبريطانيا إمكانية الانضمام إلى السوق المشتركة من دون الاضطرار لأن تكون عضواً في الاتحاد، ودون الاضطرار للالتزام بقواعده، ومثال ذلك الاتفاقيتان اللتان تجمعان كلاً من مولدوفا وأوكرانيا مع الاتحاد، غير أن الصحيفة ترى أن هذا الحل غير عملي سياسياً وغير أكيد اقتصادياً. فمن الناحية السياسية، تشرح الصحيفة: من المستبعد جداً أن يمنح الاتحاد الأوروبي بريطانيا بعد انسحابها اتفاقاً مثل ذاك الذي منحه لمولدوفا أو أوكرانيا؛ لأن ذلك الاتفاق يُمنح للدول الفقيرة في أوروبا الشرقية والتي لا تطرح شركاتها تهديداً تنافسياً كبيراً بالنسبة للأغلبية الكبيرة من شركات بلدان الاتحاد الأوروبي، وهي دول ترغب في الانضمام للاتحاد لكنها لا تستطيع، والاتحاد يريد إبقاءها بعيدة على فلك روسيا بوتين. وتخلص الصحيفة إلى أنه ضرب من ضروب الخيال القول إن الدول الأعضاء ستمنح امتيازات مماثلة لبلد غني من غرب أوروبا اختار بمحض إرادته التخلي عن مزايا الانتماء للنادي الأوروبي.