بعد الاتفاق النووي، تمادت إيران في استقوائها وتدخلاتها في شؤون المنطقة وأخذتها العزة باستضعاف الآخرين تحت شعار محروق منذ عقود «الدفاع عن المستضعفين» في الأرض بأي ثمن. ترى ما الذي ساعد إيران على هذا التمادي غير التماهي الأميركي تجاه إيران الثورة دون وضع شروط لتحويلها إلى إيران الدولة الطبيعية كبقية الدول من حولها، يقول أحد المحللين الغربيين عن هذه الحالة الإيرانية التي كلما مرَّ عليها يوم ازدادت عناداً وتحدياً فـ«إيران بعد الاتفاق النووي تتصرف في المنطقة كقوة إقليمية تحررت من قيودها، فقد اختبرت مؤخراً صواريخ باليستية متوسطة المدى، رغم قرارات مجلس الأمن، وتستعد لاستلام دبابات روسية من طراز تي 90، وهي تخوض حرباً في سوريا بقوات قوامها 5 آلاف من الحرس الثوري، وتنسق عمل القوات الشيعية في العراق، وباكستان وأفغانستان..». هذه إيران بكل ما في هذا التحليل من بيان ووضوح، في وقت لا تحتمل المنطقة تجارب لصواريخ «بلاستيكية» فضلاً عن الباليستية التي حدت بأوباما للاستعداد لفرض عقوبات على نحو 12 شركة وفرداً في إيران وهونج كونج وغيرها، لدورهم في تطوير برنامج إيران للصواريخ الباليستية. وسارعت إيران في تحدي أميركا عندما وجه روحاني بتوسيع هذا البرنامج الصاروخي وليس وقفه، وذلك رداً على التهديد بفرض العقوبات على طهران بعد قيامها بهذا الاختبار «الباليستي» في أكتوبر الماضي. وعلى وجه السرعة القصوى قررت الولايات المتحدة إرجاء قرارها المتصل بتبني عقوبات محتملة جديدة على إيران بسبب هذا البرنامج الصاروخي. وعلى ضوء تلك الليونة الأميركية والتراجع الفوري وجه أعضاء في الكونجرس الأميركي، من بينهم مؤيدون للاتفاق النووي الإيراني انتقادات للبيت الأبيض بسبب قرار تأجيل فرض العقوبات الجديدة، وحذر هؤلاء من أن هذه الخطوة من شأنها تعزيز التوتر في الشرق الأوسط، ترى ما هي المصلحة الإيرانية العليا من نفاذ هذا النوع من تعزيز التوترات التي لم تتوقف عنها منذ سنوات طوال؟! والذي يدعم تعزيز مزيد من التوتر تقارير تشير إلى أن إيران لم تعد بحاجة إلى بقاء الأسد لضمان مصالحها في ظل وجود تنظيمات موالية لها في سوريا، لأن إيران دعمت إنشاء قوة من الأقلية العلوية تضم 200 ألف مسلح بالإضافة إلى تجنيد مقاتلين من دول أخرى للدفاع عن مصالحها بسوريا، فمصالح إيران تتمثل أساساً في تأمين الطرق لتزويد «حزب الله» بالأسلحة... وتستمر بعد هذا كله الخارجية الإيرانية، لتقول بأن «إيران ستتصدى بحزم لأي تحرك للتدخل من جانب أميركا ضد برامجها الدفاعية»، واصفاً العقوبات المحتملة بأنها «تعسفية وغير قانونية». أما التدخل في سوريا بالعتاد والسلاح والأفراد المقاتلين من الإيرانيين وغيرهم فهو عين القانون ورأس العدالة وقمة الحق لأنها بذلك الاستعداد لديها هدف مضحك ومبك في آن وقابل للسخرية والاستهزاء ألا وهو الحصول على موطئ قدم في الشام ضد إسرائيل ومنع سيطرة دولة معادية لطهران على سوريا». لا زالت إيران مصرة على الإخلال بالأمن العالمي والإقليمي من أجل «مسح إسرائيل عن الوجود» هل انطلت هذه الكذبة على البعض الذي يرى إيران محررة فلسطين من أيدي اليهود؟!