كان رد فعلي عند نشوء الأزمة التي افتعلها نظام الحكم الإيراني مع الشقيقة المملكة العربية السعودية مؤخراً هو: إيران.. حقا؟! هل حقاً إيران ما زالت تعتقد أن العرب يخشونها؟ هل حقا إيران تعتقد أن الشقيقة المملكة العربية السعودية ستتنازل عن حق ممارسة سيادتها الوطنية والقضائية من أجل «نمر» أعتقد قبل القصاص منه أن باستطاعته تحويل الساحة الداخلية السعودية لغابة تسودها الفتنة الطائفية تنفيذا لأوامر أسياده في طهران! هل حقاً ما زال من يطلقون على أنفسهم «آيات الله»، والله بريء منهم، وهم بأفعالهم أقرب لآيات الفتنة، يعتقدون أن باستطاعتهم هدم أوطاننا وولائنا لأولي الأمر؟ فالعالم كله يشهد بأنهم قد أعلنوا في عام 1979 عزمهم تصدير ثورتهم والتي اتضح فيما بعد أنها فتنة طائفية وسياسة منهجية لزعزعة الأوضاع الداخلية ليس فقط في دول الجوار العربية، بل أيضاً في العالم العربي والإسلامي قاطبة. هل حقاً ما زال النظام الإيراني يدعونا بإصرار للعمى عما يفعله داخل أوطاننا، بل وما يفعله بالشعب الإيراني عامة وبالإيرانيين السُنة خاصة! فالنظام الإيراني يريد من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية – قادة وساسة وعلماء ومثقفين ومختلف الشرائح- أن ننفذ أوامره ونقوم بتجزئة أوطاننا لنمنح إيران السيادة على ما ترغب فيه. يريد منا النظام الإيراني أن نتغاضى عن الفتنة الطائفية التي يبثها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعراق عامة، وإقليم كردستان خاصة، وفي لبنان والجزائر وأمازيغ ليبيا ونيجيريا وغيرهم. يريد منا النظام الإيراني أن نمنح الحصانة القضائية للمواطنين في الدول العربية عامة من أتباع المذهب الشيعي، وألا نحاسبهم على ما يفعلون تنفيذاً لأوامر طهران، وذلك في الوقت الذي نفذت فيه إيران حكم الإعدام على ما يقارب 700 مواطن إيراني معظمهم من السنة والأكراد خلال ستة أشهر فقط وتحديداً من 1 يناير إلى 15 يوليو 2015. يريد منا النظام الإيراني أن نمنح المواطنين أتباع المذهب الشيعي مكانة متميزة اجتماعياً في الوقت الذي يذيق فيه عرب الأحواز السٌنة كافة صنوف الويل والتعذيب والقهر بل ويجبرهم على عدم التسمية بالأسماء العربية، ويفرض عليهم أسماء فارسية. يريد منا النظام الإيراني أن نقر بمظاهر «الديمقراطية» التي يلعبها كل أربع سنوات في الوقت الذي يدرك فيه الجميع أن تياري «المحافظين» و«الإصلاحيين» هما وجهان لعملة واحدة ويمثلهما حالياً «تحالف بناة إيران الإسلامية» الحاكم الذي ما زال مستمراً في نهج تدمير اللحمة الوطنية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. يريد منا النظام الإيراني أن نقر بحسن الجوار الذي يراه هو ونسي أنه ورث حسن الجوار عن «قورش» و«الشاه» وهما أفضل مثال لاحتلال الدول وانتهاك سيادتها الوطنية والتدخل في شؤون الآخرين. وفي الوقت نفسه يريد منا النظام الإيراني أن ننصاع له في دولة الإمارات العربية المتحدة ونطوي ملف جزرنا المحتلة ونقر بأنها جزء من إيران. ولكني أدعو آيات الفتنة الطائفية لقراءة اسم دولتنا الحبيبة بتمعن والذي ينص على أن كافة تراب الدولة برا وبحرا وجوا متحد منذ ما قبل إنشاء الدولة وبأن الجزر ستعود لوطنها الأم رغم كيد الآيات ومن قبلهم الشاه. وبعد التفكير ملياً في الوضع الحالي عدت لترديد مقولتي: هل إيران حقاً تريدنا أن ننصاع لها؟ والإجابة بكل فخر ليست شعارات أو كلاما، ولكن أفعال يقوم بها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خاصة والدول العربية والإسلامية عامة وليعلم النظام الإيراني أننا نقوم ببناء مرحلة جديدة أساسها الكرامة وجدرانها العزة والمنعة ولواؤها الحزم والتصميم في وجه كل من تسول له نفسه المساس بوطنيتنا وترابنا ووحدتنا.