يشهد قطاع الصحة في دولة الإمارات العربية المتحدة تطوراً كبيراً ومستمراً، ويحقق إنجازات هائلة يوماً بعد آخر، حتى وصل إلى مستويات عالمية. وتنطلق الدولة في هذا الشأن من رؤية استراتيجية واضحة تتمثل في تحقيق رعاية صحية مستدامة لمجتمع ينعم برعاية شاملة وحياة مستقرة وآمنة، ورسالتها في هذا الشأن تعزيزُ صحة الفرد والمجتمع وتوفير الخدمات الصحية المميزة والشاملة في بيئة مستدامة وفقاً لسياسات وتشريعات معاصرة، وبرامج وشراكات فاعلة محلياً ودولياً. وقد أولت القيادة الرشيدة منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وفي عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، اهتماماً خاصاً بالرعاية الصحية، وعملت على توفير الخدمات الصحية المميزة للمواطنين والمقيمين كافة، وفقاً للمعايير العالمية، وتوسعت في إنشاء المستشفيات والمراكز الصحية في مختلف إمارات الدولة، وتم تشييد المؤسسات الصحية وفق أحدث المواصفات والمقاييس العالمية المتعارف عليها. وقد تبنت الدولة سياسة توفير الرعاية الصحية الشاملة، عن طريق برامجها الوقائية والعلاجية من خلال شبكة الخدمات الصحية، بجميع مستوياتها التي تضم الرعاية الصحية الأولية، والرعاية الصحية الثانوية والرعاية السريرية. وتقوم وزارة الصحة بتنفيذ هذه السياسة في كافة المجالات الفنية والمادية، وبالتنسيق مع وزارات ومؤسسات الدولة الأخرى، كما تتعاون مع القطاع الخاص في هذا المجال محلياً ودولياً، فضلاً عن تواصلها مع أفراد المجتمع لمعرفة آرائهم وتطلعاتهم، والاستجابة لكل ما من شأنه توفير الخدمات الصحية لهم بأيسر وأسهل الطرق. لذا فلا عجب إذا تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة العديد من المؤشرات العربية والإقليمية والعالمية في مجال الرعاية الصحية، وقد جاءت بالفعل في المرتبة الأولى عالمياً في عدد المرافق والمنشآت الطبية الحاصلة على الاعتماد الدولي في عام 2014، وذلك بحسب اللجنة الدولية للاعتماد الدولي. وتحرص دولة الإمارات العربية المتحدة دائماً على مواكبة أحدث التطورات في المجالات الطبية في العالم، وعلى استقطاب أفضل الكفاءات والخبرات الطبية، كما تقوم بتنظيم واستضافة العديد من المؤتمرات المتخصصة في هذا المجال. وعلاوة على هذا فإن هناك اهتماماً خاصاً بموضوع الأدوية، حيث تقوم وزارة الصحة، بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة المحلية والجهات الدولية المختصة، مثل هيئة الأغذية والأدوية الأميركية والوكالة الأوروبية للأدوية، بتوفير الأدوية التي تحصل على الاعتماد من أفضل الهيئات الطبية في العالم. وكثيراً ما تكون الإمارات من أوائل الدول التي تقوم بتسجيل الأدوية المعتمدة عالمياً وذلك لضمان إدخالها في نطاق الاستخدام والتداول للجمهور من خلال توفيرها في الصيدليات والمستشفيات الراغبة في الحصول عليها بأسرع وقت ممكن. وتتميز الإمارات أيضاً بسرعة تقديم الخدمات الصحية خاصة في حالات الطوارئ في أي مكان من الدولة، وكذلك تقديم الرعاية الصحية لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في بيوتهم. إن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة تضع رضا وسعادة المواطنين وتوفير الحياة الكريمة لهم في صدارة أولوياتها، ولذلك فإنها لا تدخر جهداً في تقديم كل ما يحتاجه المواطن من رعاية صحية راقية ومتطورة، كجزء من الخدمات والمرافق العامة الراقية التي توفرها الدولة في مختلف أوجه الحياة، لكي يستطيع الإنسان العيش على أرضها حياة كريمة وآمنة. إن الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات العربية المتحدة لموضوع الصحة، دليلٌ واضح على حرص القيادة الرشيدة على صحة أبناء هذا الوطن المعطاء، وأنها لا تألو أي جهد في سبيل توفير كل سبل الراحة التي تضمن لهم حياة سعيدة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية