كرر «كريس كريستي» المرشح «الجمهوري» في الانتخابات الرئاسية الحديث عن اعتقاد شائع في أوساط «الجمهوريين» يتعلق بطبيعة السلوك الشخصي للرئيس أوباما، عندما قال: «هناك شخص يحتل المكتب البيضاوي لا نعرف عنه شيئاً. لقد بقي يحكمنا لفترة 7 سنوات من دون أن نعرف حقيقته». وعبرت «جوليا عازاري»، الأستاذة المساعدة في قسم العلوم السياسية بجامعة «ماركيت» عن هذا القلق بطريقة أخرى حيث قالت: «إن غموضه يدفعني للشعور بصدمة مشابهة نوعاً ما لتلك التي أشعر بها عندما أفكر بـ(الإسلاموفوبيا)، وهو ما يدفعني إلى التساؤل: لماذا لم نتمكن من فهم ذلك؟ إنه بحق لغز يستثير المخاوف». وربما يكون التفسير المنطقي لهذا التركيز على «معرفة أوباما» في هذا الوقت بالذات مرتبطاً بالسباق الانتخابي. ودعنا نعُد الآن إلى الرئيس الأسبق «بيل كلينتون»، فما الذي عرفناه عنه؟ بالنسبة لكل من «الجمهوريين» وبقية الأعداء، لم يكن كلينتون يمثل أكثر من إنسان مراوغ من الطراز الأول. ويمكن تفسير الأمر في أن «الجمهوريين» ما كانوا مهتمين بالأخطاء الحقيقية للرئيس كلينتون على الرغم من أنهم اختلقوا له أخطاء أخرى لم يرتكبها في حقيقة الأمر، وكانوا دائمي الشعور بأنهم إن لم يكتشفوا عنه «حقيقة» جديدة، فإن الشعب الأميركي سيستيقظ في النهاية ويشعر بأنهم أناس مخادعون، وهذا هو بالضبط ما يحمله «الجمهوريون» عن الرئيس أوباما من مشاعر. وأنا لا أزعم أن السباق الانتخابي لا علاقة له بمدى تفهم «الجمهوريين» لحقيقة أوباما، بل إن الحقيقة تكمن في أن أوباما ينتمي لنفس الفصيل السياسي الذي سبق له أن انتخب بيل كلينتون. ويجب علينا ألا نفترض أن التعريض والقدح بأوباما طاله وحده على نحو منفرد، ولا بأنه هو وحده الذي احتفظ «بأسراره»، أو أنه وضعها فوق الشعب الأميركي، وذلك لأن ثقافتنا مبنية على الاعتقاد الراسخ من أن «الأفراد» وليس الأحزاب، هم الذين يوجهون معظم الأحداث السياسية في الولايات المتحدة وخاصة على مستوى القمة، ولهذا فإن السياسات التي تبدو خاطئة بشكل فاضح، مثل إقرار قانون الرعاية الصحية «أوباماكير» في نظر «الجمهوريين»، أو غزو العراق بالنسبة لـ«الديمقراطيين»، يبدو وكأنها تتطلب تفسيراً مبنياً على فهم شخصية الرئيس ذاته وطريقته الخاصة في معالجة الأمور. جوناثان بيرنشتاين محلل متخصص بالسياسات الأميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»