قدوم عام جديد لا يعني بالضرورة فتح صفحة جديدة، ومع ذلك، بدأ معظم السياسيين في التحول بحق في عام 2016. فزملاء هيلاري كلينتون السابقون في وزارة الخارجية لم يتمكنوا من الإفراج في الوقت المناسب عن رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بها وفقا لتوجيهات قاضي المحكمة الفيدرالية، الأمر الذي يذكرنا بأن كلا من إدارة أوباما وآل كلينتون يميلون إلى النظر إلى الأحكام القضائية باعتبارها مجرد اقتراحات. والآن، فإن عدد رسائل البريد الالكتروني السرية على خادمها الخاص تجاوز 1200 وتأكيدها المسبق بأنه لا توجد معلومات سرية في هذه الرسائل يبدو وكأنه كذب محض- ويظل السؤال الوحيد هو ما الذي يعتزم مكتب التحقيقات الفيدرالي القيام به حيال كل هذا. وبعد سبع سنوات من الحكم بموجب أمر رسمي تنفيذي وازدراء الفرع التنفيذي للكونجرس، يستعد «الديمقراطيون» لترشيح مرشح آخر ليس لديه أي احترام للقانون. لقد أصبح «الديمقراطيون» مدافعين عن الخروج عن القانون. ومن ناحية أخرى، فإن «الجمهوريين» يحافظون على سمعتهم الطيبة بجدارة. ففريق «جيب بوش»، الذي اكتشف أن عشرات الملايين من الإعلانات يتم إهدارها، يقوم الآن بتحويل ملايينه إلى محاولة أخيرة وشبه يائسة لتحدي التوقعات والبقاء على قيد الحياة في الانتخابات التمهيدية بالولايات الرئيسية. ونظراً للقلق السائد بين التيار الرئيسي لـ«الجمهوريين» فيما يتعلق بقابلية المرشح «تيد كروز» للانتخاب والسلامة العقلية لـ«دونالد ترامب»، يواجه جيب بوش ضغوطاً مكثفة حال فشله في كسب القوة الدافعة في ولايات مثل «أيوا» و«نيو هامبشاير» للخروج هذا الشهر، ليفسح الطريق لمرشح مقبول على نطاق واسع يمكن لـ«الجمهوريين» تأييده، ذلك لأن آفاق بوش قاتمة ولم تتغير. لم يبدُ «بن كارسون» إطلاقاً كمادة رئاسية من وجهة نظرنا. فهو يفتقر إلى المعرفة الأساسية بالقضايا السياسية والمقترحات الملموسة التي يمكنه تفسيرها بلباقة والحساسية اللازمة لقائد أعلى للقوات المسلحة ذو مصداقية. كما أثبت أنه لا يستطيع أن يدير حملته بكفاءة. وهناك أيضاً «كارلي فيورينا». لقد كانت واعدة في 2015، مع أدائها خلال المناظرات وبراعتها في انتقاد«دونالد ترامب»، بيد أنها تعتمد على نفس العبارات التي تشجب الطبقة السياسية ونفس الطروحات غير الجادة (مثل قانون الضرائب الذي يتألف من ثلاث صفحات). إما أنها كانت غير قادرة على أن تنمو كمرشحة، أو أنها وجدت أن هذا غير ضروري. وبينما نتمنى أن يكون عام 2016 بداية سياسية جديدة، نجد أن نفس الشخصيات تتصرف بطرق مألوفة. هيلاري بنفس شخصيتها المراوغة وجيب بوش يكافح ويؤكد أن المال لا يشتري كل شيء. جبنفير روبين ـ ـ ـ ـ ــ ـ كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»